(1)
• مررت امس بشارع الستين (صدفة) ، وأتاح لي هذا المرور ان اشاهد موكب (الفلول) فتأسيت لحالهم وأدركت ان مواكب (الزواحف) تخدم خط الثورة وتعظم شعائرها، وأنا ارى بؤسهم وحالهم الذي يدعو للشفقة – كانت وجوههم حزينة تشعر بخجلهم وهم يحاولون ان يتواروا بين الناس ليدسوا خروجهم للشارع – يبدو واضحاً ان (المعيشة) هي التى اجبرتهم على ذلك، وقادهم الحافز وربما المرارات الشخصية والمزايا التى حرموا منها بعد سقوط نظام الانقاذ ليكونوا في هذا الوضع البائس.
• لم اشعر بدخول فصل الشتاء إلّا عندهم شاهدت غلبهم… يبدو ان الشتاء قضى على حماسهم وترك اثاره على وجوههم.
• نظرت الى المركبات التى نقلتهم فأيقنت ان ميزانية (الموكب) نفسها (مضروبة) – كانت المركبات التى نقلتهم لشارع الستين تقف على استحياء… مركبات قديمة، اكل الدهر عليها وشرب.. قارنت بينها وبين تلك المركبات الفارهة والمكيفة التى كانت تنقلهم في العهد البائد في مناسبات المؤتمر الوطني من والى قاعة الصداقة.
• قلت في نفسي ان (العدالة) تتحقق الآن – ليس بالضرورة ان تحقق (العدالة) في المحاكم وعبر القانون – عدالة السماء احياناً تكون اسرع وأنجع .. لأن هذا العويل وهذا التباكي الذي نشهده من الفلول كانوا يسخرون منه عندما كانوا في السلطة وكانت المعارضة في الشارع.
• لقد شاهدنا فيهم قصاصاً اعدل من ذلك الذي يمكن ان نجده في المحاكم.
• الطاهر حسن التوم الذي كان يقلل من المواكب التى اسقطت حكومتهم الآن يبتهل لموكب (مدفوع القيمة) – موكب هزيل وضعيف يؤكد ضعف المؤتمر الوطني وهوانه في الشارع.
• لقد انحسر المؤتمر الوطني حتى في المؤتمر الوطني.
(2)
• التيار الاسلامي الذي تمثله الحركة الاسلامية في السودان بالشعارات فقط وعلاوة الزوجة الثانية – تيار يفتقد القدرة على الابداع والابتكار– هم يمكن ان يكونوا (مبدعين) في التقليد، ما دون ذلك لا اثر لهم في الشارع رغم انهم حكموا السودان (30) عاماً.
• لم يبتكروا (شعارات) خاصة بهم ولم يقدموا نماذج وأمثلة (ملهمة) كما يفعل مثلاً تيار اليسار في السودان منذ ثورة اكتوبر وحتى ثورة ديسمبر الحالية.
• لم يستطع ان يقدم لنا التيار الاسلامي ما يمكن ان يحرك به حواس الناس ويجعل الشارع متعاطفاً معهم.
• حتى عندما اصبحوا (ضحايا) فشلوا في ان يجذب تعاطف احد معهم… بل انهم فشلوا في ان يحصلوا على تعاطفهم هم انفسهم لانفسهم.
• كل الامثلة والنماذج التى قدموها كانت منقولة ومسروقة من غيرهم – حتى (الشعارات) و (الهتافات) سرقوها.
• ماذا تنتظرون من (المؤتمر الوطني) الذي كان يحفز ويحرض عضويته في السابق بـ(الحور العين) وجنات عرضها السموات والأرض وجنات تجري من تحتها الانهار بعد ان اصبح يحفزها ويحرضها بـ(الطحنية) و توجد مواصلات بعد الموكب.
• الفارق بين مواكب الثورة ومواكب الفلول (30) عاماً… معظم الذين يشاركون في موكب الفلول تجاوزا الخمسين، شخصيات فقدت مناصبها وقلت مخصصاتها.. اما مواكب الثورة فهي كلها حيوية ونشاط وشباب دون العشرين.
• اما الفارق في المضمون فهو شاسع يحسب بالسنوات الضوئية ..تغيب عنهم (المصداقية) وتشعر بانتهازيتهم حتى في سندوتشات (الطحنية).
• من يشارك في مواكب ثورة ديسمبر المجيدة يقدم روحه للوطن ومن يشارك منهم تقدم له (الطحنية).
• هذا الزحف لا يؤدي إلا للطحنية.
(3)
• دائماً اقول ان المؤتمر الوطني عندما كان في السلطة حدثت تحت رعايته ابادة اهالي دارفور.. وسرقت وبيعت الموانئ البحرية والنهرية، ولم تسلم منهم حتى خطوط الطيران التى استكثروها على السودان وشعبه وباعه بثمن بخس من اجل منافعهم الخاصة.
• في ولاية المؤتمر الوطني حدث انفصال السودان – فقدنا ثلث الشعب السوداني من ابناء الجنوب بسبب هذا الانفصال.
• في عهد المؤتمر الوطني والبشير رئيساً كان يبحث عن تحقيق فتوى تجيز له ابادة ثلث الشعب السوداني.
• اذا فعلوا ذلك وهم في السلطة .. ماذا يمكن ان يفعلوا بعد ان اصبحوا في المعارضة؟
• احذروهم فهم يسعون من اجل الفوضى والخراب ويعملون من اجل اشعال الفتنة والنزاعات القبلية.
• هم لا يهمهم في الوطن غير ان يبكي الشعب السوداني على ايامهم السوداء.
• المؤتمر الوطني صارع الامريكان عندما اراد ان يخطب ود الروس وفعل العكس عندما اراد ان يغيظ من طلب ودهم.
• كانوا يتقربوا من مصر اذا ارادوا ان يكيدوا لقطر.. ويناصرون قطر اذا قصدوا الامارات والسعودية.
• فعلوا كل شيء من منطلق (الكيد) و (المزايدة) – حتى ابناء الوطن الواحد غلبوا عليهم قاعدة (فرق تسد)، فرقوا بين القبائل ولعبوا على ان يجنوا المكاسب من تناحر ابناء الشعب الواحد.
(4)
• بغم
• ليس هنالك دليل على ضعفهم وهوانهم اكثر من ان الذين يدافعون عنهم هم الطاهر حسن التوم وحسن اسماعيل.
• حتى المفكرين والكبار فيهم انسحبوا من الساحة – ربما لأن اجرهم اكبر من (الطحنية).
• ولأن الطحنية لا تقدم اكثر (جيجا) هتاف.
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة