شالإعلان عن تكوين حكومة ذاتية في شرق السودان من قبل الجماعة المنشقة من الناظر ترك، لا تخرج من كونها كروت ضغط و رفع لسقف المطالب، بغية مخاطبة قضايا شرق إلسودان٠٠٠
هي في باطنها رسالة في بريد سلطة الأمر الواقع التي ظلت مبادرتها منذ انقلاب ٢٥ اكتوبر و التي تزعمها النائب الأول حبيسة الإدراج، و لم يلاحظ من مردود لها سوى استمرار تجميد مسار الشرق،منذ توقيع اتفاقية جوبا في الثالث من اكتوبر ٢٠٢٠،
مسار يشكل احد عوار اتفاقية السلام، ألا و هو إغراق منبر جوبا بمسارات اصلا لم تشهد حروبا كما الحال في دارفور والمنطقتين ٠٠فالحرب قد وضعت أوزارها منذ اتفاقية اسمرا، و مشاركة قيادات الشرق في نظام الإنقاذ ٠٠٠و ليس من داع اصلا لتخصيص مسارين للوسط و الشمال و هي لم تشهد حرَوبا حتى تكون جزءا من العملية السلمية ٠٠٠٠َ و لعل العامل المشترك بين الثلاثة مسارات أن من فاوض بشأنها لم يكن يحمل أي تفويض من قبل أصحاب المصلحة في كل هذه المناطق ٠٠٠فمسارا الوسط و الشمال أصبحت في طي النسيان في بل وجدت اعتراضا حتى لدى من ذهبوا لجوبا يتحدثون بلسانهم٠٠٠كما صب مسار الشرق مزيدا من الزيت على نار الأزمة و فجرت خلافات بين زعامات قياداتها، انتهت اليوم بمناداة بعضهم بتحقيق المصير، بل شرعوا في تشكيل سلطة ذاتية في تمرد صارخ ضد المركز ٠٠
ما يحزن فعلا، و لعل هذا هو السبب الرئيس في ظهور هذا التيار الانفصالي بمرجعية مؤتمر اركويت لعام ٢٠٢٠، هو أن زعيمهم زج قضية الشرق العادلة،، شرق كان ضحية التهميش طوال مختلف الحكومات، دأب على إقحام أزمة الشرق في الصراع السياسي في المركز ٠٠٠فقد سبق أن اعترف الناظر ترك ٠٠و كان يومها الزعيم الأوحد لنظارات البجا، إن صرح بأنهم أقدموا على إغلاق الشرق لإسقاط حكومة د حمدوك!!!؟ و ليس انتصارا لقضايا أهله المهمشين في شرق توجد فيه أعلى مستويات الفقر و المرض و الجوع، و العطش و الجهل بسبب إهمال كافة الحكومات التي تعاقبت على البلاد منذ الاستقلال ٠٠٠اغلاق شكل أكبر مهدد أمني للدولة و ما برحت تداعياته الاقتصادية و آثاره السالبة على المواني و علي معاش الناس تلقى بظلالها٠اسامة سعيد قدر ضحايا الإغلاق بأكثر من أربعين مواطنا هناك٠٠٠و سيد أبو آمنة قال اكتشفوا أن ترك و من معه مارسوا الخداع و اتهممهم بشراء الذمم٠٠
حتى مطلب إلغاء مسار الشرق الذي ظلت قيادات نظارات البجا تسوقه على مدار الساعة في الفضائيات العربية ٠٠٠٠و فور أن استنفَذ غرضه في الإطاحة بحكومة حمدوك انفض سامره، و راحت مبادرة معالجة الأزمة هباءا منثورا٠٠الامر الذي أدى إلى انقلاب داخل مكونات البجا و انتفضت على ترك، الذي ما برح يتماهي مع الفلول و العسكر، بل دعا الآخرين في تجمع في شرق السودان إلى استمرارهم في الحكم ردا على هتافات من ناشطين هناك مناوئة للحكم العسكري ٠٠٠
و سدر في تجاهله لتحقيق المطلب الرئيس الذي يتصدر مشاغلهم اي إلغاء المسار٠٠٠
و توجت هذه الانقسامات اليوم بإعلان الأمين السياسي لنظارت البجا بالإعلان عن حق تقرير المصير ٠٠٠و تكوين سلطة إقليمية، و محمية علي قوله بعناصر عسكرية ٠٠٠و هنا تكمن الخطورة ٠٠٠و إرباك المشهد السياسي بمعطي جديد، رغم رفض الناظر ترك لهذا البيان الانفصالي و الذي هو بالفعل تمرد على الدولة، و لا يستق مع الترتيبات الدولية الخاصة بتقرير المصير،
تقرير المصير يستوجب إجماعا في الرقعة الجغرافية و السكانية، إجماع يفضي في النهاية إلى استفتاء شعبي ٠٠فليس هناك انفصال أو استقطاع جزء من الدولة يتم فرمان قبلي ٠٠!!!
و لعل السؤال المنطقي و المشروع الذي يطرح نفسه ٠٠٠تحدثت الأمانة العامة لنظارت البجا عن حق تقرير المصير دون أن تحدد حدود الرقعة الجغرافية و السكانية التي تشمل استفتاء تقرير المصير و استصحاب البعد الدولي لهذه الخطوة ٠٠٠فشرق السودان فيه موزاييك من الكيانات الاثنية و مكونات سكانية وافدة و مؤثرة جدا في الحياة في كافة انحاء السودان ٠٠هناك قبائل البني عامر و الحباب و
العبابدة و الرشايدة
: و هناك في الشرق الشكرية والضباينة والنوبيين الذي تم ترحيلهم من حلفا والبشاريين. وقبائل وفدت من غرب أفريقيا منذ آماد سحيقة وأستقرت في الشرق،هوسا وفولاني.
فضلا عن آلاف الجلابة المنتشرين في كافة مدن الشرق٠٠؟؟؟ +٠و لا بد من تحديد الرقعة الجغرافية، هل المقصود بحق تقرير المصير هم فقط بطون قبيلة البجا ٠٠و هل هناك تحديد لرقعة جغرافية معينه لهم٠٠؟؟؟ هذه الأسئلة و غيرها يجب أن يرد عليها سيد أبو آمنة ٠٠٠
و لكن من ناحية أخرى، فبيان الأمانة العامة لنظارت البجا أيضاً ربما يكون حمال اوجه٠٠
فهل ياترى هو بمثابة كرت ضغط على المركز و رفع لسقف موقفهم التفاوضي في إطار العملية السياسية الجارية حاليا في إطار مشروع تيسيرية نقابة المحامين؟؟ و استباقا لمشاركتهمَ في هذه العملية في سبيل تمرير لترتيب دستوري يخاطب مشاغلهم، سيما و ان الوثيقة نصت على مراجعة اتفاقية جوبا دون المساس بما تضمنته من مكاسب بالنسبة لاصحاب المصلحة في، المنطقتين و في ظل تجميد العمل بمسار الشرق!؟؟
و ليس من المستبعد أن تحقق التسوية مكاسب للشرق . خاص و ان هناك التزام بإعطاء قضية الشرق أولوية من قبل الحكومة المدنية التي ستكون. فضلا عن انسياب متوقع للمساعدات للسودان، وسيعطي المانحون أهتماما خاصا لقضايا شرق السودان.
صحيفة ال