《إن أريد إلا الإصلاح》 إصدار قانون (حق تقرير المصير) لكل مواطن

بدلا من أن تقوم قبيلة البجا برفع عصاة (حق تقرير المصير) على حكومة الخرطوم في كل مرة لماذا لا يتم إصدار قانون (حق تقرير المصير) لكل مواطن؟

وذلك من أجل أن يتحقق أمران:
الأول: حتى لا يصبح هذا الحق ملكا لقبيلة البجا وحدها تتبجح به كل مرة.
الثاني: حتى تزول هذه العلاقة الموهومة والتي ليس لها أي وجود بين المواطن والحكومة إذ لا شيء تقوم به هذه الحكومة إزاء المواطن، فإن كان التعليم فهو صار عقدا بين المواطن وملاك المدارس لا دخل للحكومة فيه سوى أنها تعقد مؤتمرا تعلن فيه النتيجة، فإن كانت على النتيجة، فشبكات الاتصال التي هي كذلك أجرت عقدا مع المواطن لم تقصر في إعلان النتيجة اللحظي حيث تقول للمواطن:
أنا آتيك بنتيجتك قبل ان يرتد إليك طرفك، وفي ذلك لم تسبق الحكومة فقط بل سبقت الجن.
وكذلك العلاج فإن لم تخلص حساباتك مع مالية المستشفى بعد موت مريضك، فلن تستطيع استلام جثتك مهما بذلت من شرح للظروف، ومهما بذلت من استجداء.
كل هذا والحكومة لا علاقة لها به كما أنها تأخذ منك فاتورة الكهرباء والماء والنفايات لخدمة في غاية السوء، فلو تكرمت ومنحت هذه الخدمات كذلك لشركات خاصة لدفع لها المواطن مقابل خدمة تؤديها له.
فالحكومة ليس لها أي دور في حياة المواطن سوى أنها تقول أنها حكومة.
حتى البلاغات ضد أي شكوى، فإن الرسالة التي ترسلها لك السلطات هي اذهب وحل مشكلتك مع القاتل أو السارق.
وإذا جئت بالقاتل أو السارق اليها بنفسك لرأيته يبيع ويشتري في السوق بعد أقل من ساعة.
فالواقع يقول أنه لا حكومة أصلا سواء للبجا أو للمواطنين فلماذا لا يعطى هذا الحق للجميع؟
والأهم من ذلك كله في إصدار قانون (حق تقرير المصير) لكل مواطن هو حتى لا يكون ميزة لقبيلة البجا ولغيرها تلوح به كل مرة مهددة به حكومة المركز.
فلتبحث قبيلة البجا عن حيلة أخرى تتحايل بها على حكومة المركز بعد أن يصبح القانون ملكا لكل مواطن.
إن الحقيقة المرة التي نعاني منها ليست الأزمات التي تحيط بنا من كل جانب.
وإنما الأسوأ منها هذه الجهات التي تستغل هذه الأزمات.
فإن كانت هذه الجهات قبائل، فلا تعرف من خلال أنشطتها وحراكها هل هي مع الوطن أم ضده؟
هل هي تحارب في الحكومة أم تحارب في الدولة؟
هل هي تخدم مواطنيها أم تسيء إليهم؟
إن لم يوجد حل لهؤلاء الذين يدعون أنهم زعماء قبائل، فلن يغرقوا وحدهم بل سنغرق معهم جميعا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أرادوا أن يخرقوا السفينة(… فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version