عادل عبدالعزيز يكتب: ما هو المنتظر من قمة المناخ؟
بعد توافد العشرات من قادة العالم إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب 27” الذي يعقد في شرم الشيخ بمصر، أجمع معظم المتحدثين على خطورة الأزمة المناخية التي تهدد العالم أجمع، مشددين على ضرورة التحرك واتخاذ خطوات عملية من أجل خفض حرارة الكوكب. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، افتتح القمة، مشدداً على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معرباً عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات محسوسة في هذا المجال، وأكد أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها. كما أضاف في كلمته الافتتاحية أن الشعوب حول العالم تنتظر من المجتمعين التنفيذ السريع والفعال والعادل لخفض الانبعاثات والاحتباس الحراري، للحد من الكوارث المناخية التي تضرب مختلف المناطق مسببة ضحايا وخسائر ضخمة. واعتبر أن نتائج هذا المؤتمر تسهم في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل. من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على أن الفوضى المناخية هي السبب الرئيس في الصراعات العالمية، ونبه إلى أن الإنسانية تخوض معركة بقاء في مواجهة التغير المناخي. كما دعا إلى اتفاق بين الاقتصادات المتقدمة والنامية والناشئة من أجل البيئة ولصالح البشرية، لا سيما الصين والولايات المتحدة. إلى ذلك، أكد أهمية التخلي عن الفحم كمصدر رئيس للطاقة وتجنب أضراره الخطيرة، وحث المؤسسات الدولية على تغيير نهجها الاقتصادي وتوفير موارد مالية للحياد الكربوني. تعليق: كان أهم أهداف اتفاقية المناخ التي اعتمدت، وتم التوقيع عليها من مختلف دول العالم في العام 2015 هو خفض انبعاثات الغازات التي تسبب الاحترار الحراري بنسبة 45% بحلول العام 2030 بما يؤدي لحصر درجة زيادة حرارة الكرة الأرضية بقيمة 1.5 درجة مئوية مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية، لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 5 و10%، ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي. وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة. في هذه القمة يترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، كما يتم وللمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر، وتقدر هذه الأضرار بعشرات المليارات، ويُتوقع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قدرت بأكثر من 30 ملياراً، نأمل أن يجد السودان حصة من هذه التعويضات، والله الموفق.
صحيفة اليوم التالي