حرصت بأن يكون الجزء الأول السابق من المقال عن شأن سوداني (داخلي) يخص القناة الفضائية، وهو السبب الذي جعلني أقصد الأخ صلاح قوش باعتباره ابن المنطقة وممثل الدائرة الانتخابية، وكنت اتوقع أن يكون للرجل دور وتأثير عندما دار نقاش طويل حول مسألة تحديد موضع القناة، وقد حاولت الوصول إليه حينها ان كان عن طريق الاتصالات أو عن طريق اشخاص، ولكن لم أوفق في ذلك، لكنني طمأنت نفسي بكون الرجل أحرص مني ومن سواي لاتمام هذا الأمر استصحابا لحسن النية بكونه ساهم في موافقة الحكومة المركزية على مبدأ إنشاء القناة، ثم حسم الأمر وفرحت بولادة القناة ورؤيتها للنور وان كان فرحي مبتسرا لافتقاد القناة أهم عناصر القوة الدافعة لها فأصبحت منذ انشائها قناة (حكومية) لم تخدم رسالتها الحقيقة إلا نذرا وكأنها قناة أرضية وليست فضائية!.
لعل موضوع الفضائية هذا أحد ال(شواهد) المهمة التي تدل على احتياج الولاية الشمالية إلى قيادات ذات كاريزما مؤمنة بكونها ولاية تحوي الكثير من الامكانيات، ولقد ظللنا في هذه الولاية منذ الاستقلال نفتقد القيادات التي تجعل من همومها أصلا ومرتكزا لحراكهم السياسي تأثيرا على المركز، بينما تنتزع بقية الأقاليم حقوقها وتحصل على الكثير ونحن نراوح مكاننا والولاية يشهد لها كل أهل السودان اسهامها الثر بالعقول والكفاءات والمبدعين في في كل ضروب العطاء الانساني تأسيسا ورفعة لهذا الوطن العزيز، وواقع الولاية اليوم يستصرخنا أن نحرص على اختيار القيادات ذات العقل الراشد والحكمة والكاريزما والقبول،
وبلا جدال فإن الكثير مما ذكرته أعلاه يجده المرء فيك يا أخي صلاح، ولكن الواقع الحالي وما يتخلله من تفاصيل مستصحبة منذ سقوط حكم الانقاذ- دونما خوض في تفاصيل ذلك- لتلقي بعواهنها اعتاما للرؤية وانقاصا للحظوظ، نعم لقد كانت لك أياديك في المنطقة والولاية، ان كان من خلال مظلة (بنجد)، أو بالتعامل المباشر من خلال موقعك الوزاري، مما كان له الأثر الطيب والنفع للمنطقة والولاية، ولكن كل سابر للغور يوقن بأن الاجماع عليك (الآن) لن يكون كما كان، فإن كانت لك حاضنتان فإن الأولى قد أعمل فيها سيف سقوط حكومة السابقة فناصف هذه الحاضنة من الاسلاميين، أما حاضنة الأهل والعشيرة فلا أخالهم اليوم على قلب رجل واحد وقد تراخت غالب الأيدي أولعلها لم تمتد أصلاً لمن نصبوه شيخا للقبيلة من قبل، وها أنت ترى وتسمع بالتنمر الذي طال محمد النصري وهو يعلن استعداده للاسهام في لقاء العودة، ولك في نوح عليه السلام أسوة حسنة عندما حرص على تبين الدلائل على وجود اليبس للبحث عن موضع لرسو السفينة، فلتتبين ذلك ان شئت. أخي صلاح أخشى أن يطالنا بحسباننا أهلك نتاج عودتك -إن كانت سياسية محلية- أمران كلاهما أسيف ومر، اولهما المباعدة عن بقية مكونات الولاية شمالا وجنوبا، والثاني التفتيت وتقطيع الأواصر بين الأهل في المنطقة، ثم النقض لغزل أهلنا انكاثا، وقد كنت يوما مساهما فيه لحمة وسداة،
هذا هو واقع المشهد (المحلي) أمامك، وبالطبع ستجد نصرة يستصحب بعضها نصرة الراحل حميد رحمه الله وهو المعلومة علاقته الطيبة بك بالرغم من التباين في الرؤى، لكنها لن تكون النصرة المبتغاة.
(ان شاء الله في المقال الأخير سأكتب عن المحاذير إن كانت العودة سياسية على مستوى السودان ومايحيط بذلك، ولعله لب المقال).
adilassoom@gmail.com
صحيفة الانتباهة