تناقلت الأوساط الإعلامية و السياسية والعامة بالبلاد خلال الايام الماضية خبراً مفاده عزم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على التنحي من منصبه وتسليم السلطة لحكومة مدنية ، كخطوة تسبقها قرارات أخرى داوية حسبما نقلت صحيفة( الحراك) عن مصدر خلال الايام الماضية ؛
لم يصدر تعقيب أو تعليق رسمي ينفي أو يؤكد مانقلته الصحيفة من تسريبات ؛ بيد أن ما ساد الساحة بعد التسريبات يسوق إلى استنتاج وتفسير ما يحدث وربطه بما ورد في متن الخبر ، إلا أن هناك تيارات إسلامية هددت بمقاومة الخطوة وبالتصعيد ضدها
وكانت الصحيفة قد نقلت أيضا عن مصادر أخرى الاسبوع الماضي ، أن رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وافق على العودة للسلطة بشروط ؛ ونقلت ان حمدوك ابدى ”.
اعتراضًا على موازنة الأمن والدفاع التي تحصل بموجبها المؤسسة العسكرية على ما يقارب 13 تريلون جنيه سوداني،”.
مواكب رفض
وترى اوساط التحى في اطار التزام
مشروط بالتوصل الى توافق وتراضٍ، بينما ترى أخرى ان في الأمر جديداً تفرضه ضغوط وعوامل خارجية ،
تعطيل الجهود
وتجييء حادثة دار المحامين وما وقع من اشتباك بين اللجنة التسييرية لنقابة المحامين والنقابة المحسوبة على النظام المباد مناسبة لتؤكد من خلالها سفارات دول الترويكا انها استلمت رسالة الكيانات الرافضة للتسوية
ودعا السفراء الحكومة إلى تهيئة الظروف المواتية لحوار سياسي شامل.
غير مغرق
وبينما تعالت أصوات بعض الكيانات الرافضة للتسوية ولتنحي البرهان لازالت كيانات أخرى ترى في التسوية التي تقود جهودها الآلية الثلاثية خلاصاً من الأزمة الراهنة بالبلاد.
المخدرات والهجرة
وعلى المستوى الدولي وتحديدا على مستوى اللجنة الرباعية التي تضم دول امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات، والتي تنشط هي الأخرى في جهود معالجة الأزمة السودانية فان نشاط الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد يتبدى في شكل زيارات و لقاءات نوعية لسفيرها بالسودان جون قودفري في ولايات دارفور والشرق
، مشيرا إلى أن التحديات تتمثل في تدفق اللاجئين وتهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة. “.
بُعد انساني
من جانبها جددت السعودية دعمها لجهود التسوية من خلال خطاب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله أمام قمة جامعة الدول العربية في دورتها العادية( ٣١) بالجزائر حيث قال إن المملكة تدعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وصولاً إلى الحل السياسي الشامل. كما تولي اهتماماً كبيراً للبعد الإنساني بالوقوف إلى جانب السودان الشقيق.
معايير محورية
وفيما يميل البعض إلى تفسير ما يدور من ارهاصات بقرب تنحي الفريق البرهان وإلى تسمية الجهود الجارية من قبل الآلية الثلاثية برئاسة فولكر بريتس واللجنة الدولية الرباعية للوساطة بانها ضغوط أجنبية؛ يذكر بعض آخر بان البعثة الأممية تؤدي واجباً فرضه عليها تفويض من مجلس الأمن الدولي الذي وافق على ارسالها للسودان بناءً على طلب رسمي من حكومته حيث يذهب في ذلك المنحى السفير الصادق المقلي وهو سفير سابق بوزارة الخارجية وخبير دبلوماسي فيقول : (و لعل خطاب الكثيرين منهم يجهل ملابسات و طبيعة ولاية اليونيتامس ٠٠مبررين دعوى طردها بانها لم تفعل شيئاً، لا انتخابات و لا عودة النازحين و اللاجئين و لا اصلاحا للواقع الاقتصادي!! متناسين او متجاهلين ان البعثة هي مجرد جهة تنسيقية لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان و تنسيق تعهدات المجتمع الدولي لترجمة هذه التعهدات على أرض الواقع ٠٠و لكن كل ذلك في ظروف طبيعية للتحول الديمقراطي في السودان ٠٠و راعي الضأن في الخلاء يدرك تماما أن انقلاب ٢٥ اكتوبر هو الذي قوض مكتسبات الحكومة الانتقالية، و علق كل تعاون بين السودان و المجتمع الدولي ، فهل يا ترى ينتظرون من فولكر تحقيق تعهدات المجتمع الدولي و هذا الأخير في قطيعة تامة مع المجتمع الدولي و الإقليمي!!!
ويمضي السفير الصادق المقلي في حديثة لـ (الحراك) قائلا: (قالوا إن في وجود البعثة الأممية انتقاصا للسيادة الوطنية، بل إن هذا الوجود يرقى إلى الاستعمار.. و هم يعلمون جيدا او يتجاهلون أن استقدام بعثة تحت الفصل السادس لا تفرض من نيويورك كما هو الحال في الفصل السابع.. لأن البعثة تأتي بناءً على طلب الدولة.. فانتقاص السيادة الوطنية.. و الكل يعلم ذلك.. كان في وجود بعثة اليوناميد في دارفور.. التي جعلت معسكرات النازحين خارج قانون و سلطة الدولة..
و يلفت المقلي إلى أن ما يجعل طرح الضغوط الاجنبية مردودا عليهم تصريح الناطق الرسمي باسم البعثة و أيضا تصريحات السفير الأمريكي و اللذين أكدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان ، حيث جاء في تصريحات للسفير الأمريكي قوله :((أؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية أو الآلية الثلاثية أو أي طرف خارجي ثالث ليس في موقع الإملاء لمصداقية أية مبادرة معينة. نعتقد أن هناك معايير محورية يجب أن تتضمنها حكومة بقيادة مدنية جديدة، لكن الأمر متروك للشعب السوداني في تحديد شكل الديمقراطية التي يريدها. تفويض الآلية الثلاثية لتسهيل الجهود الثنائية للجهات الفاعلة الدولية الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لا تمكننا من إملاء شكل الحكومة بقيادة مدنية أو إطار العمل الانتقالي.))
ويضيف السفير الصادق المقلي بقوله : في نفس السياق جاءت تصريحات البعثة الأممية حيث قالت :(( مازالت بعثة اليونيتامس تستمدُ إطار عملها في السودان من قرار مجلس الأمن 2579 (2021) والذي يُكلفُها بـ”المساعدة في عملية الانتقال السياسي والتقدم نحو الحكم الديمقراطي وحماية حقوق الانسان وتعزيزها وتحقيق السلام المستدام” وقال من الضروري التذكير هنا ان بعثة الأمم المتحدة ليس لها أي موقف مسبق حول هذه العملية السياسية او نتيجتها والتي يجب أن تهتدي بآراء السودانيين أنفسهم.))و يشير المقلي ايضا الى تغريدة فولكر غداة المسيرة موضحاً انهم يقفون على مسافة واحدة من الكل في المشهد السياسي، إلا انهم ليسوا محايدين حين يتعلق الأمر بقيم الحرية و الديمقراطية ٠
الخرطوم ـــ أسماء السهيلي
صحيفة الحراك السياسي