معركة القحاتة و من خلفهم القوى الخارجية هي بالطبع ليست مع البرهان، و لكنها مع مؤسسة الجيش. والكل يعلم سعي هذه القوى لتفكيك الجيش، ليس لأنه جيش كيزان ولكن لأنه جيش وطني. ما في حاجة إسمها كيزان وإسلاميين في الجيش، من يوصفون بالإسلاميين ما هم إلا الضباط القوميين الوطنيين الذين ظلوا يدافعون عن وحدة وهوية واستقلال البلد. نظام الإنقاذ كله في النهاية نظام سوداني وطني أعاد بناء وتأهيل الجيش السوداني ليكون على ما هو عليه اليوم. والكيزان هم من حاربوا مع الجيش السوداني على طول جبهات القتال من الشرق إلى الجنوب إلى الغرب، و لو بكرة دعا الداعي فالجيش ما ح يلقى جنبه غير الكيزان ديل.
كلام البرهان عن أن الجيش ما جيش كيزان لا معنى له بالنسبة إلى القحاتة و القوى الدولية. فطالما أنه جيش وطني فهو جيش كيزان، ويجب تفكيكه. الأمر هنا لا يتعلق بالإسلاميين، وإنما يتعلق بالأيديولوجيا الوطنية للجيش. هذه الأيديولوجيا التي تتمحور حول الاستقلال والعزة والانحياز إلى هوية الشعب وقيمه هي أيديولوجيا مرفوضة ومجرمة يجب محاربتها واستبدالها بأيديولجيا عملية وتابعة للخارج، وحارسة لوكلاءه في الداخل. هذه هي المعركة الأساسية ضد الجيش السوداني، وضد كل القوى الوطنية.
الحليف الطبيعي للجيش في معركة الحفاظ على وحدته وتماسكه اولاً وثانياً في معركة استقلال البلد وسيادتها و عزتها هو القوى الوطنية وفي مقدمتها التيار الإسلامي. البرهان كشخص هو مجرد فرد هامشي يذهب مثل غيره، خصوصاً حينما يكون هشاً وضعيفاً وغير مدرك لا لمصلحة البلد ولا لمصلحة المؤسسة التي يقودها، إذ يعمل على التحالف مع جهات معادية للبلد وللجيش نفسه، وذلك من أجل مصلحته الشخصية رغبة منه في البقاء في السلطة واستجابة لضغوط من الخارج، وليس خطوة التطبيع مع اسرائيل ببعيدة عن هذا التوجه.
اتجاه البرهان نحو تسوية تعيد وكلاء الخارج إلى السلطة سيضعه في مواجهة التيار الوطني، و في مواجهة الجيش نفسه، و لن تغني عنه السفارات شيئاً.
حليم عباس