مسيرة الكرامة ٠٠سباحة ضد تيار الأزمة ٠٠َتهديد و وعيد بإغلاق الخرطوم ( 2 ___2)

بقلم: السفير الصادق المقلي

مسيرة ما سميت برد الكرامة، اختزلت الأزمة التي تكان تورد البلاد موارد الهلاك في شخص غد فولكر ٠٠٠و هم يعلمون جيدا أن ليس لفولكر دور فيما تم تسريبه من قبول المكون العسكري للاطار الدستوري الانتقالي الذي بادرت به تيسيرية نقابة المحامين ٠٠و ما اعقبها من اتصالات غير رسمية برعاية الرباعية ٠٠٠٠ليست برعاية من فولكر و الثلاثية، و ان دور الثلاثية لا يأتي الا بعد ان تتبلور هذه الاتفاقية الشاملة ٠٠٠٠و ليست هي بثنائية كما يصرح البعض، بل هي ستكون بإجماع كل قوي الثورة الحية و قوي الانتقال كما تقول قحت المجلس المركزي ٠٠٠٠و لذلك ليس لفولكر المغضوب عليه من تجمع شارع اوماك ناقة و لا جمل٠٠٠
لقد فتح تجمع شارع اوماك من امام مقر اليونيتامس النار في كل الاتجاهات ٠٠٠لم توفر غضبة الحشد القحاتة و لا العسكر و لا بالطبع البعثة الأممية ٠٠٠و لعل الجدير بالملاحظة و رفع حاجب الدهشة، ان تسبح المنصة ضد تيار الأزمة الراهنة ٠٠٠فقد أفرغوا تماما قيمة (التوافق الوطني) من مضمونها و اخرجوها تماما من سياقها٠٠ففي الوقت الذى تدعو فيه مبادرة اهل السودان الي توافق وطني يفضي الي خروج هذه البلاد من عنق الزجاجة، فقد نضحت كل خطب المنصة و شعارات و لافتات الحضور بكم هائل من خطاب الكراهية و التخوين و العمالة و الأرتزاق ٠٠بل إعادة لانتاج هتاف علي شاكلة ( فلترق كل الدماء) و كان البلاد تشهد حربا صليبية و خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود ٠٠٠وطفقوا يوزعون صكوك المواطنة يمينا و شمالا ٠٠فهم المواطنون و دونهم المرتزقه و العملاء ٠٠٠وصل درجة ان قال احدهم ان القحاتة في السفارات و الفنادق في الخارج البارات (يحتسون الويسكي! ؛!) و لا غرو فقد وصف مربي و استاذ جامعي و ما برح قيادة قحت المركزي ( بالقونات) كما وصف رجال المقاومة ( برجال القمامة) و لا عجب حتى الثورة التي سارت بسمتعها الركبان في العالم، وصف احدهم من قياديهم ثورة ديسمبر ( بلوثة ديسمبر) علي قناة الجزيرة مباشر و عطفا على تصريح قيادي شاب على نفس الفضائية بان( لا وجود لثورة يعترفون بها) و ان ما حدث في ١١ ابريل (مجرد خيانة من اللجنة الأمنية للمؤتمر الوطني)
فهو من حيث يدري و لا يري ارتكب خطأين يخصمان من رصيد التنظيم ٠٠٠فقد اقر بأن اللجنة الأمنية هي خلية او واجهة للمؤتمر الوطني في الجيش من جهة،، و من جهة أخرى فان في نكرانه الثورة،، ، مثلما فعل قيادي آخر من خارج السودان،،، استفزازا كبيرا لشباب غض و في سنه، مهروا هذه الثورة و قبلها من حراك ثوري بدمائهم؟ شباب لم يعرف من نظام غير نظام الإنقاذ، شباب يشكلون أكثر من ٦٠ في المائة من سكان السودان؟؟
لقد نسي هؤلاء حديث الإسلاميين أنفسهم انهم شاركوا في هذه الثورة المنكَورة و أن منهم شهداء!!! و على رأسهم الشهيد بإذن الله الأستاذ أحمد خير!؟؟ ٠٠٠٠
هل في مثل الخطاب العدواني و الاستفزازي دعاية انتخابية إيجابية و استباقا لأنتخابات مبكرة ظلوا ينادون بها ٠٠٠ انتخابات تجري في هذا المناخ من الاحتقان السياسي و الانفلات الأمني و العزلة الدولية و الإقليمية و في غياب مواطنين شرفاء دفع بهم و بالملايين نظام الإنقاذ، ما بين نازح في الداخل و لاجئ في الخارج فرارا من الحرب الأهلية! /؟؟
نعم نادي قيادي من على المنصة البرهان ان ينهي الفترة الانتقالية و يجري انتخابات، بكل هذه البساطة!! كما طالبوه ايضا بطرد البعثة الأممية، دون الاخذ في الاعتبار، مآلات مثل هذه الخطوة في بلد يعاني منذ الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي عزلة دولية و إقليمية اقعدت باقتصاده و جعلت الموازنة فيه ٠٠٠٠باعتراف وزير المالية ٠٠٠تعتمد كليا علي الجبايات جيب المواطن!! وزير عائد لتوه من واشنطن حيث صرح بان مجموعة البنك الدولي التي تهيمن عليه الولايات المتحدة ترهن عودة التعاون مع السودان باستئناف مسار التحول الديمقراطي و تشكيل حكومة بقيادة مدنية و ذات مصداقية ٠٠٠و ليست بصورة آحادية كما نادي الكثيرون و غيرهَم من علي منصة شارع اوماك٠٠٠
كل هذه اللغة التي خرجت من منصة استرداد الكرامة، بدلا من ان تساهم في طرح السبل الكفيلة بإخراج هذا الوطن من هذا المأزق، فهي تصب المزيد من الزيت على نار الأزمة المشتعلة و انسداد الافق السياسي،
خطب لم تخلو حتي من القذف٠٠فقد قال احدهم ان الإمام المهدي قد خلف من بعده ( قوم اضاعوا الصلاة)٠٠٠ معقول!!!؟ بل ان قيادي شاب و ناطق رسمي باسم مبادرة اهل السودان، و قيادي إسلامي اخر هددا و توعدا، بحصار القيادة و باشعال العاصمه و حصارها و اغلاقها٠٠محذرين البرهان من مغبة التوصل إلى اي (صفقة ثنائية) مع قحت المجلس المركزي ٠٠بل قال احدهم ٠٠٠موجها خطابه للبرهان و حميدتي (اذا الحكاية دي غلبتكم سيبوها لغيركَم) ٠٠٠و تنحوا٠٠
فهل يا تري مثل هذا الخطاب يتسق مع هدف مبادرة نداء اهل السودان ٠٠٠!!!
يتحدثون عن التيار العريض و قد غابت من المنصة قيادات لكيانات سياسة عبرت من قبل عن تأييدها للمبادرة ٠٠٠فغاب حزب الامة، و الاتحادي الديمقراطي الأصل و الحراك الوطني و قيادات التوافق الوطني ، الذين هم من اكثر الداعمين للمبادرة كما يتواتر في الأسافير ٠٠غابت الجبهة الثورية، حركة العدل والمساواة، و حركة تحرير السودان ٠٠حتي الحركات الفكة سجلت غيابا و كذا بقية الاحزاب السياسية داخل وخارج قحت المجلس المركزي ولم تحضر قيادات أحزاب الفكة ٠٠كما غاب رجال المقاومة و اهم الطرق الصوفية و الاهلية و السلفية ٠٠٠و لم يحضرسوي منسوبين للحركة الإسلامية، َ و بعض من محبي الشيخ الجد و اطفال الخلاوي٠٠و قيادي واحد من الإدارة الأهلية ادعي انه ممثل لها ٠٠و نصب نفسه حاكما للخرطوم و اصدر عددا من القرارات على رأسها،،، طرد فولكر و البعثة الأممية٠٠٠٠!!!
و لعل ما يدعو للدهشة، ان المنصة قد نصبت نفسها وصية على الإسلام ٠٠و كان السودان لم يكن فيه مسلمون غيرهم و اتهموا البعض بالزندقة و محاربة القيم الإسلامية و نشر كل ما يخالف العقيدة بصورة الجَمع٠٠٠جمع يدخلهم في خانة البهتان و الظلم ٠٠٠٠٠فلدين الذي لم يدخل السودان بالسيف، رب يحميه٠٠٠

عبر عن ذلك في براغماتية سياسية٠٠٠٠٠ تتقاطع مع إلصاق صفة العمالة التي وصمت بها منصبة اوماك غيرها ٠٠٠الأستاذ حسين خوجلي في (عمود على الهواء)
قال الاستاذ منتقدا لاخوانه في نظام الإنقاذ ٠٠و مستغربا من العداء لامريكا٠٠٠و تساءل ما سبب هذه المقاطعة في الوقت الذي ( طرد فيه نظام الإنقاذ أسامة بن لادن و عملوا كل شي طلبته أمريكا) ٠٠٠و ان لا مانع لهم من العمالة ٠٠( و لسنا بأفضل من الدول العربية ان كانوا هم عملاء فلنكن نحن عملاء!!! و ان كل العرب طبعوا علاقاتهم مع إسرائيل) و لماذا يرفع السودان راية الإسلام بالوكالة عن بقية الدول الاسلامية و هو اخر دولة دخلها الإسلام!! ففي براغماتية سياسية و من قبيل الميكافيلية، لا يرفض الاستاذ ان يصير اخوانه في نظم الإنقاذ عملاء ان كان في هذه العمالة إرضاءا لليهود و النصاري٠٠!!! و إن تكن فيها تمهيدا لتطييع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية!!

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version