بقلم/ محجوب مدني محجوب
كلمة وطني لا تلقى هكذا جزافا بلا معنى وبلا تبعات.
كلمة وطني ليست كلمة مستهلكة نرددها في كل لحظة وحين.
كلمة وطني لا تحتاج ان نلهج بها ونرددها بقدر ما تحتاج إلى مواقف وإلى مجهود بل وإلى تضحيات.
كيف لي أن أقول وطني وأنا أنظر لمن يختلف معي من بني وطني أنه عدوي اللدود؟
كيف لي أن أقول وطني وانتمائي الضيق هو في المقدمة وهو الغاية المنشودة؟
كيف لي أن أقول وطني وأنا استغل أزماته كل الاستغلال لصالحي؟
كيف لي أن أقول لي وطن وأنا أتعامل مع الجن الأحمر من أجل فقط أن أظل موجودا ولا أغيب عن الساحة.
بالرغم من أن الغياب عن المشهد أحيانا يعد موقفا وطنيا.
الوطن لدى من يتصدر المشهد السياسي الآن مجرد وعاء يحقق مصالحه.
مجرد ساحة ينال فيها من خصمه.
مجرد ثروة لا بد أن يكون نصيبه منها نصيب الأسد.
لا تخضعوا الناس وتخضعوا أنفسكم بأنكم تنضمون لوطن.
الوطن ليس ذلك المكان الذي تسكن فيه انت وأسرتك وقبيلتك وتوجهك.
الوطن ليس ذلك المكان الذي يظهر من خلال سحنتك ولغتك وعاداتك وتقاليدك.
إنما الوطن هو ذلك المكان الذي إذا خيرت بين أن تنهبه وتحافظ على ثروته اخترت المحافظة على ثروته.
الوطن هو ذلك المكان الذي إذا خيرت بين أن تبيعه وترهنه لجهة ما وبين أن تموت فداء له ولأرضه لاخترت الموت في سبيل المحافظة عليه.
لا تقل لي وطن وأنت جعلت من ساحاته وأزماته فرصا لتنال منها وتجتنيها.
لا تقل لي وطن وأنت تريد أن تعيش فيه وحدك.
لا تقل لي وطن وأنت لا تفرق بين من ينتسب إليه وبين من لا ينتسب إليه.
إن كلمة وطني لها معنى معينا لا بد لكل من ينطق بها أن يدرك هذا المعنى جيدا وإلا فليقل عنه:
إنه حزبي.
أو إنه كياني.
أو حتى إنه شخصي.
من هو من السياسيين الموجودين الآن يستحق ان يقول وطني؟
دلونا عليه.
ليقوم الآخرون بالاقتداء به.
ليقوم الآخرون بذكره حينما يسأل عن أبناء الوطن.
ليميز بينه وبين من لا علاقة له بالوطن.
أما الواقع المشاهد الآن هو إطلاق كلمة وطني دون لها أي معنى.
دون لها حدود أو التزامات.
تطلق هي من جهة وكل الممارسات التي تمارس في جهة أخرى.
صحيفة الانتباهة