أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن السودان يمر بمرحلة انتقالية استثنائية في تاريخه تقتضي أن يعمل الأشقاء كافة مع القوى الوطنية السودانية لإنجاز مهام الفترة الانتقالية والعمل على ترسيخ دعائم السلام والاستقرار والتنمية فى البلاد.
وقال البرهان في كلمته أمام القمة العربية بالجزائر أمس إن القمة العربية تنعقد في ظروف إقليمية ودولية معقدة، الأمر الذي يضع هذه القمة أمام تحدي الوصول إلى معادلة توازن بين تطلعات أمتنا وبين مواجهة تعقيدات الواقع الإقليمي والدولي.
وأضاف أن المتغيرات الدولية والتقلبات المناخية أظهرت الكثير من مظاهر الأزمات وفي مقدمتها أزمة الغذاء العالمي، منبهاً إلى أن الأمة العربية تنتظر منا الفعل الناجز والتخطيط العلمي والتنفيذ الملتزم بالروح القومية وفق منهج العمل الجماعي الذي يراعي ضرورات مصلحة الأمة لتجاوز هذه الأزمات.
وأكد جاهزية السودان لتحقيق الشعار القديم المتجدد ليكون السودان بالفعل سلة غذاء العالم، مضيفاً: “أنه بهذا الالتزام المعلن فإن نداء السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي يظل مفتوحاً للحكومات العربية وقطاع الأعمال العربي على السواء”.
وأوضح البرهان أن السودان من جانبه شرع بالفعل في تنفيذ هذا المشروع وفق إمكاناته القطرية المحدودة، معرباً عن الأمل في أن تتبنى القمة العربية بالجزائر قرارات تحث منظمات الجامعة العربية والدول والحكومات العربية لدعم مشروع الاكتفاء الذاتي لأمتنا العربية من الحبوب والغذاء بشكل عاجل.
وأعرب البرهان عن أمله في أن تتخذ القمة العربية قرارات من شأنها دعم وحدة وسيادة واستقرار السودان، مؤكداً التزامه الكامل بتوفير المناخ الملائم للحوار الوطني ودعم المبادرات المطروحة من القوى السياسية والمجتمعية وتشجيع الجهود التي تبذلها الآلية الثلاثية لتيسير الحوار بين الأطراف والجهود الأخرى التي يبذلها الأشقاء.
كما أعرب البرهان عن أمله في أن يؤدي كل ذلك إلى وفاق وتشكيل حكومة من الكفاءات المدنية مقبولة محلياً وإقليمياً ودولياً تدير مؤسسات الدولة وتهيئ البلاد لانتخابات حرة ونزيهة بانتهاء الفترة الانتقالية.
وأكد أن السلام شكل أولوية ملحة للثورة الشعبية في السودان، حيث أثمرت الجهود في ذلك في التوقيع على اتفاق السلام في أكتوبر 2020 والذي أسهم في إنهاء النزاع المسلح في “دارفور”، مضيفاً أن هذا الاتفاق يواجه تحديات كبيرة نعمل على تجاوزها بإرادة من قبل الدولة وأطراف السلام”.
ودعا البرهان القادة العرب والمانحين إلى دعم تنفيذ الاتفاقية ليعم السلام ربوع السودان ولتعزيز الإرادة المشتركة، مثمناً جهود الأشقاء والمانحين الذين وقفوا مع بلاده في محنة الفيضانات والسيول التي ضربت السودان في الفترة الأخيرة.
وأكد أنه رغم التحديات الوطنية التي تعمل السودان على تجاوزها، ظلت بلاده تلعب دوراً إيجابياً داعماً للسلام والاستقرار والتنمية في الوطن العربي من خلال دورها الإقليمي الفعال ومن خلال ترأسها الحالي لمنظمة “الإيجاد” ودعمها لجهود الاستقرار في كل من جنوب السودان والصومال.
وأشار إلى أن السودان يعمل أيضاً في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم والاتجار بالبشر في منطقة الساحل والصحراء والبحر الأحمر، مثمناً التواصل مع الأطراف الليبية المعنية من أجل استقرار الأمن في ليبيا وصولاً إلى قاعدة دستورية تعيد الأوضاع إلى طبيعتها، مضيفاً: “إننا نعمل أيضاً مع دول الجوار الليبي لتقليل حدة التوترات المسلحة في المنطقة”.
وجدد البرهان موقف السودان الثابت إزاء القضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مثمناً المبادرة الجزائرية لتوحيد الفصائل الفلسطينية.
وأكد أن السودان سيظل سنداً للحكومة الشرعية في اليمن، داعياً كافة الأطراف لاستئناف الحوار من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تحقن الدماء، وذلك وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها وقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر الحوار الشامل.
وأشاد البرهان بمبادرة الجزائر لمنتدى تواصل الأجيال، مؤكداً دعمه لإنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني تحت إشراف الجامعة العربية ودعم الإسهامات المطروحة من أجل الارتقاء بدور الجامعة العربية ومؤسساتها ومنظماتها المعنية بالعمل العربي المشترك.
صحيفة الصيحة