حزب الامة والديمقراطية والفترة الانتقالية
قبل ان اسأل الاخوة قادة حزب الامة عن نتائج المائدة المستديرة الاقصائية التى عقدت فى دارهم فى اليومين الماضيين ، اود ان اسالهم : ماذا فعل حزبهم من اجل الديمقراطية والتأسيس لها بعد توقيع الوثيقة الدستورية فى 2019 وحتى الان؟
هل كان حزب الامة مقتنعا بان هناك انتخابات ستجرى بعد 39 شهر من التوقيع على الوثيقة ؟ ولماذا لم يكن جادا فى التجهيز لتلك الانتخابات ؟
ماذا فعل حزب الامة من اجل تعيين مجلس تشريعى بعد 3 اشهر من التوقيع على الوثيقة الدستورية؟ وماذا كان دوره فى تأسيس كل مؤسسات الفترة الانتقالية فى الازمان المحددة كما ورد فى الوثيقة الدستورية واولها مفوضيات الانتخابات والعدالة الاجتماعية والدستور وتكوين المحكمة الدستورية وغيرها ؟
وعندما اذكر حزب الامة( لانه كان اكبر حزب يقول انه ديمقراطى) فان ذلك يعم كل الاحزاب واللجان والشخصيات المدنية التى جمعها حزب الامة فى داره وخرجت بتوصيات نظرية كالعادة ولم تحدد شيئا عمليا يفهمه كل الشعب ويشارك فيه ، بل انه للاسف بدا كعمل اقصائى يقوم به البعض بفرض الوصاية على كل الشعب .
من اشد وانكر انواع الدكتاتورية ما ظللنا نسمعه من بعض الدكتاتوريين المدنيين منذ بداية الفترة الانتقالية عندما قالوا: ان الفترة الانتقالية لابد ان تطول لعشرات السنين لانه لو عقدت انتخابات فيسفوز بها الاسلاميين ،فاذا كان الشعب السودانى ( الواعى معلم الشعوب كما يقولون ) سيختار الاسلاميين فى انتخابات حرة ونزيهة، فما بالهم ينقضون قولهم ويريدون ان يفرضوا وصايتهم على الشعب ويعاملوا الشعب السودانى كاطفال لا يعرفون من يختارون لحكمه ؟
اما ادعاءات تزوير الانتخابات فهذه ذريعة تكشف عن عدم قدرتهم حتى على التعامل مع ادارة انتخابات تشرف عليها منظماتهم المدنية وشبابهم والمنظمات الدولية والاقليمية التى عادة ما تشرف على كل انتخابات ، فما فائدة الثورة اذن اذا كنتم انتم يا ثوار يامن عارضتم الحكومة السابقة لمدة 30 عام وادعيتم انك تملكون كفاءات نادرة وساعدتكم دولا عظمى ودولا اقليمية فاوصلتكم الى سدة الحكم فلا انتم عرفتم كيف تديرون الفترة الانتقالية ولا انتم مستعدون باحزاب مدنية مؤهلة لخوض انتخابات ديمقراطية؟
ما فائدة الثورة اذن ولاى هدف ضحى الشباب بارواحهم ومازال تحت شعار مدنياووو الخاطئ الذى ما زال يعتنقة بعض الساسة وبعض الشباب الذين يهتقون بشعارات لا هم يفهمون معناها ولا هم قادرين على تطبيقها على أرض الواقع.
لم تتحدث توصيات ذلك المؤتمر اطلاقا عن كيفية اقامة حكومة انتقالية ولا متى يمكن اختيارها ، وباختصار اقول لهم ولكل سياسى ( يلف ويدور) ان الشعب الان يحتاج اليوم قبل الغد لتكوين حكومة كفاءات تعبر به الفترة الانتقالية فى اقصر وقت الى ان تقيم انتخابات ،وان كل من يفعل غير ذلك يضيع وقت الشعب فيما لا طائل وراؤه ويفسد المناخ التوافقى الديمقراطى الذى ينادى به المخلصون من قادة المجتمع الدولى والذى لا بديل عنه للوصول الى دولة مستقرة حديثة فى السودان .
وبصراحة اكثر اقول لهم انتم سبب فشلنا حتى الان فى احداث ذاك الاستقرار وذلك بشهادة
د.حمدوك نفسه عندما استقال بسبب عدم رغبتكم كمكون مدنى فى تنفيذ بنود الوثيقة الدستورية واول بند هو تعمدكم تعطيل تكوين المجلس التشريعى والمحكمة الدستورية لاسباب تعرفونها وتخدعون بها الشباب تدعون ان سبب فشلكم هو المكون العسكرى وهذا ايضا كذب يدل على قلة كفاءتكم فلو ان قيادات مدنية مؤهلة وكفئة حصلت على التفويض الذى حصلتم عليه بعد الثورة وفى ايامها الاولى لما استطاع المكون من تعطيلكم حتى وان كان قد قصد ذلك ،ولكن الواقع يقول انكم انتم من احبطتم مجهودات المكون العسكرى فى نقل السلطة الى الشعب بالطرق الصحيحة اذ انكم قمتم بعزل بعضكم البعض ثم بعد ذلك تريدون ان تعزلوا الجيش نفسه لتتحول البلاد الى فوضى هدامة .
الان اذا كنتم وطنيين مخلصين فعليكم ان تعلنوا اسماء حكومة انتفالية وتتقدموا بها الى مجلس السيادة وتعلنوا عن تحملكم لمهام الفترة الانتقالية ومن بعدها اقامة انتخابات نزيهة ومن اجل ذلك عليكم ان تهتموا بتجهيز احزابكم لخوص تلك الانتخابات فى وقت اقصاه يناير 2024. اما ان لم تفعلوا ذلك فانتم حينئذ دكتاتوريون سفسطائيون سيتجاوزكم الشعب بالتنسيق مع جيشه الوطنى .
صحيفة الجريدة