تفاجأت بالصدفة وانا أتابع قضية مقابر الشيخ غانم بجبل اولياء ان المقابر اينما حلت هي تعتبر أوقافا ويجب ان تتبع لوزارة الأوقاف، وتفاجأت انه في عهد البشير تم الاستيلاء على واجهات بعض المقابر لصالح منظمة عملت في المجال واستولت على ذلك بسبب علاقتها برئاسة الجمهورية آنذاك والهدف ان تلك المنظمة كانت تدعي فعل الخير ولكنها في الحقيقة تستولى على ريع واموال عوائد بعض المتاجر التي بنتها الأوقاف على سور مقابر فاروق، يعني تبني الأوقاف وتقبض المنظمات .
بما ان كل المقابر تتبع للأوقاف فمن باب اولى ان تضع الأوقاف يدها على كل المقابر بالخرطوم والولايات وبما ان القانون بموجب مواده نص على تشكيل قوات شرطة للمقابر بغرض حمايتها فمن باب اولى انفاذ القانون الآن وتشكيل قوات لحماية المقابر وتسويرها بواسطة طرح عطاءات لبناء متاجر وأكشاك تقدم خدمات لسكان المنطقة وفي ذات الوقت تحافظ على تلك المقابر بمنع رمي الأوساخ بها بجانب إنارتها وبالتالي خفض معدلات الجرائم التي ترتكب من قبل عصابات تتخذ من المقابر أوكارا لها .
قانون الأوقاف واضح ويجب ان تستبعد ايدي المحليات عن هذه المقابر كما انه من المفترض ان تشكل لجانا سريعة لكل مقبرة ويتم بدء العمل فيها من تسوير وإنارة قوية وبناء متاجر ومحلات تجارية حولها وتعيين حراسات شرطية عليها حماية لها .
هنالك لجان شكلت منذ عهد الوزير السابق نصر الدين مفرح بغرض دراسة موقف بعض الأوقاف ومن وقتها وتوقف أخذ الإيجارات، أصبح الآن من الضروري إعادة اخذ الإيجارات وتشكيل لجان لدراسة تلك الايجارات فماهو متعارف عليه فان الأوقاف بإمكانها ان توفر اموالا طائلة للدولة ولكن هنا في السودان ينتفي هذا الدور بسبب النظرة التي تنظرها للأوقاف كبقرة حلوبة تسهم في انفاذ المشاريع ودون تقويتها بالقوانين التي تعمل على حمايتها وتمكينها من أداء واجباتها .
على والي الخرطوم احمد عثمان ان يصدر اوامر تمنع المحليات من التغول على المقابر بدوائر اختصاصها باعتبارها تتبع بموجب القوانين واللوائح للأوقاف كما انه يجب ان يتم الإعلان عن تسمية لجان المقابر بأسرع ما يمكن بجانب تمكين الاوقاف من وضع يدها على العقارات المجهولة بالعاصمة والتي ليس لها أصحاب او وراث، وهذا سيسهم في زيادة دخلها المالي وتسهيل عملها .
بالإمكان الاستفادة من تلك الاوقاف في توفير مساكن للأيتام والاسر المتعففة وبإمكان الدولة ان تساعد هيئة الاوقاف في التطوير والتحسين المستمر طالما انها تتولى جانبا كبيرا من الرعاية للايتام وكفل عدد كبير منهم بجانب دورها الكبير في الصرف والإنفاق على الكثير من الاوقاف وترميم المساجد وغيرها من الأعمال الخيرية التي يجب ان يتم تطويرها .
نريد نفرة كبرى بمشاركة خيرين وقطاعات واسعة من المجتمع في مجال ترميم اسوار المقابر وإقامة اسوار وتحسين شكلها وبصراحة نحن بحاجة لنقل المقابر الى أطراف المدن للاستفادة من مساحتها .
واخيراً.. احد الإخوة المصريين زار السودان وشاهد مقابر بري الاولى بكبري كوبر والمقابر الثانية بكبري المنشية ومقابر فاروق ثم زار الحاج يوسف فضرب يدا بيد وقال : (عجيب والله امر إخوانا السودانيين دول يدفنو ع النيل ويسكنو الحاج يوسف).
صحيفة الانتباهة