(1)
ليس هناك دليل على (تواطؤ) السلطة مع النظام البائد اكثر من الدعم (اللوجستي) واللا (لوجستي) الذي تجده مواكب الفلول – فقد عرفت السلطة الحاكمة كيف تخاطب الفلول عن طريق (معدتهم) فهي اقصر الطرق لخروجهم الى مواكب (ضعيفة) و(هزيلة) تحسب بشكل واضح لصالح السلطة المدنية إن كانوا يعلمون.
مواكب الفلول (مدفوعة القيمة) او ذات (الدفع المقدم) او (الاكل الجاهز) تؤكد ان اولياء الامر في السودان لا يريدون خيراً لهذه البلاد، وهم يدفعون ويحفزون الفلول للخروج ليحدثوا فتنة وليبقوا على الصراع من اجل خلق توازن يشرعن وجودهم في السلطة.
العسكر في السلطة يجلسون في (الجهر) مع المكون المدني في الحرية والتغيير المجلس المركزي للتفاوض ومن اجل التسوية ويضغطون في (السر) لصالح اوراقهم وكراسيهم وأجندتهم من خلال مواكب الفلول (مدفوعة القيمة).
هذا التخطيط الخبيث من السلطة لن يقود البلاد إلا للضياع والخراب والدمار الشامل.
يغلقون الكباري بالحاويات على المواكب الشعبية التى تخرج في (سلمية) تامة وهي ترفع شعار (الحرية والسلام والعدالة) ويقطعون خدمة الانترنت، ويمطرونها بالرصاص والغاز المسيل للدموع حد ان عدد الشهداء الذين ارتقوا من هذه المواكب وصل الى (119) ويمكن ان يكون العدد قد زاد في مواكب امس، في الوقت الذي يقدمون فيه خدمة (5) نجوم للذين يخرجون من اجل (بطونهم) ويفرشون لهم الارض والجسور بالورد ويوفرون لهم الحماية والطحنية والمحاشي وكبدة الابل والموز.
الشرطة السودانية وصفت المواكب التى تخرج في سلمية وتطالب بالحكم المدني بالتشكيلات العسكرية التى تلبس الازرق والأحمر والأصفر وتحمل المتفجرات – اما مواكب الفلول التى تزرع في الفتنة وتشعل في النزاعات القبلية عندهم مرضي عليها تجد عندهم الموز والطحنية والمحاشي وكبدة الابل ويجد سواهم الرصاص والغاز المسيل للدموع.
يرفضون التدخل الاجنبي والحل الدولي ويسعون بكل قوتهم من اجل التطبيع مع اسرائيل… ربما لا يعتبرون (اسرائيل) دولة اجنبية – مثلما حللوا لروسيا ذلك يمكن ان يحللوه لاسرائيل.
(2)
اذا كانت السلطة العسكرية الحالية قادرة على ادارة البلاد والبقاء في السلطة على انقاض هذا الشعب فلهم ذلك – اذا كانت الاوضاع الحالية التى لا تسر الصديق ولا العدو يسعد بها (الفلول) فهنيئاً لهم بذلك.
لو خلصت لهم البلاد طائعة ومنحت لهم السلطة كاملة لما استطاعوا البقاء في السلطة ساعة واحدة وما بقاؤهم في السلطة الآن إلا بفضل مغازلة المكون المدني والتفاوض معه.
يستمدون بقاءهم في السلطة من مفاوضاتهم للمكون المدني – اما مواكب الفلول فهي لا يستفيد منها غير تجار (الطحنية).
اذا اغلقوا باب التفاوض وانتهى امر التسوية فان بقاء السلطة الحالية في الحكم لن يستمر (24) ساعة.
لن يصمدوا كثيراً – نراهن على ذلك – فشلهم كفيل بهم، الامر لا يحتاج حتى لرصاصة الرحمة.
هؤلاء الذين يحكمون البلاد عاجزون عن حكم البلاد ولا يملكون قدرة ولا حيلة.. وفشلهم نعم فشلهم لوحده قادر على ان يقضى عليهم.
(3)
لا اخشى على هذه البلاد من التمزق والضياع فهي قادرة على التماسك وباقية على الوحدة ومنتصرة وعابرة بالسلمية.
لا اخشى على السودان من الحكم العسكري فهو الى زوال – ليس في ذلك شك.. يرونه بعيداً ونراه قريباً – سوف نصلي فجر الخلاص حاضراً وعلى اجنحة الفجر سوف ترفرف فوق اعلامك.
اذا فشلت المليشيات والرصاص والقتل والقمع وبيوت الاشباح وكتائب الظل وجهاز الامن والمخابرات ومجلس الشورى والمؤتمر الاسلامي العالمي والمناصب والمكاسب وقوات الارهاب وكل شيء لله وما لدنيا قد عملنا وفلترق كل الدماء في ان تبقى النظام البائد في السلطة واسقط الشعب السوداني حكمهم عنوة واقتداراً هل تستطيع الطحنية وكبدة الابل وان كانت (نية) ان تعيدهم من جديد الى السلطة؟
(4)
بغم
أي ساعة للعسكر في السلطة هي خسارة عليهم وليست خسارة على الشعب وأي موكب للفلول سيكون محسوباً عليهم.
هذه الثورة منتصرة منتصرة.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
محمد عبد الماجد
صحيفة الانتباهة