احمد يوسف التاي يكتب: لبئس المولى ولبئس العشير

(1)

في المسلسل التأريخي التركي ” المؤسس عثمان” تشير قمة الحبكة الدرامية فيه إلى أن الصراع المستعربين الإمبراطور الروماني ومنافسوه أتاح فرصة ذهبية لتسلل عثمان بن ارطغرل بن سليمان شاه مؤسس الدولة العثمانية إلى الإمبراطورالروماني ، وعقد صداقة معه، توجب حمايته من منافسيه وخصومه السياسيين ، حمايته عبر عناصر استخبارية وقوات لحماية عرش الإمبراطور الروماني ، وفي واقع الأمر يريد المؤسس عثمان بن ارطغرل هدم الإمبراطورية الرومانية وفتح عاصمتها القسطنطينية، وأعد العدة لذلك ..

(2)

خطة هدم الدول أعلاه تكررت كثيرا في التأريخ وكأنها سنة كونية لاتبديل لها ولا تحويل…نفس السيناريو قاد إلى زوال أعظم الأمبراطوريات في العالم ، أسقط عروش الدولة العباسية ومملكتي ليون وقشتالية ، وإمارات ملوك الطوائف بالأندلس وأخيرا كل الأندلس …هذه سنن تتكرر فعندما يتكرم العدو بحمايتك ونصحك ورعايتك ويتظاهر بصداقتك فيجب أن تحذره أشد الحذر ،لكن للأسف أن هذه السنن الكونية يمر عليها كثير من الناس مرور الكرام ولا يأخذون منها العبر ..

(3)

الآن في عالمنا المعاصر تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الدور باسم الصداقة والدبلوماسية، تتسلل إلى القصور وتعقد صفقات الحماية وتأخذ عربون الصداقة ، وتعمل كالسوس في نخر أعواد الدول والأنظمة حتى سقوطها …تفعل كما تفعل دابة الأرض ولم يتبين جن الأنظمة الصديقة الأمر إلا بعد السقوط الداوي…

(4)

سفراء أجانب يجوسون خلال الديارفي انتهاك صارخ لحرمة السيادة الوطنية وهيبة الدولة … هيبة الدولة التي ضاعت ولن تعود إلا بالحسم القانوني وتنفيذ القوانين على الكافة الكبار والصغار المدير والغفير والسفير … وعودة هيبة الدولة تعني جيش واحد بالبلاد هذا أولاً… وتعني أن لاكبير على القانون بحيث يسري تطبيقه على البرهان وحميدتي ومادونهما تسقط هيبة الدولة عندما يتحرك السفير الأمريكي مرتاح البال ويجتمع مع السفراء العرب وغيرهم بالخرطوم ويقرر، ويقررون بشأن الداخل السوداني، بينما يستبشر السودانيون الأجانب بمولاتهم لأمريكا والسفارات، فلبئس المولى وبئس العشير…اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version