كانت القاعدة تاريخياً مثابرة في محاولاتها لجلب الجهاد إلى مضيفها السابق، حاول بن لادن والظواهري تحريض المسلمين في دارفور على قضية القاعدة
طالب أحد أبرز قيادات حراس الدين بسوريا، التابعة لتنظيم القاعدة، أبو حذيفة السوداني بضرورة “سودنة” القتال في السودان، ليتواكب مع الظروف والتحولات الراهنة التي تمر بها البلاد، داعيًا المقاتلين السودانيين لخوض معركة مفتوحة وطويلة الأجل مع ما أسماه “واجهات الكفر العالمي” بزعامة أمريكا التي وصفها بـ “رأس الأفعى”، ووكلائها الإقليميين والحكومة العميلة والمرتدة، بحسب زعمه.
وشدد أبو حذيفة السوداني الذي ألف كتابًا جديدًا من إصدارات بيت المقدس تحت عنوان “الآن جاء القتال.. رسائل حرب إلى المجاهدين في السودان”، على أن البيئة الداخلية بالبلاد أصبحت مهيأة تمامًا للتغيير المسلح وأنها على أعتاب (حالة قتالية) قادمة مما يشكل الأساس الصلب الذي تقوم عليه مقومات العمل الجهادي ليكون بمثابة الأرض الخصبة لانطلاقة الجهاد الذي يبدأ عبر شريط مطول من خلال جبهاته في دنقلا لتغطي عطبرة مرورًا بشندي ثم تعرّج على بورتسودان وتلتقي في كسلا وتعبرَ سهول البطانة وتنضمّ مدني وكوستي وتلحق بها حواضر كردفان ودارفور وتكون مقرّات رباطها داخل أحياء الخرطوم.
الكتاب الجديد لأبو حذيفة السوداني “الآن جاء القتال.. رسائل حرب إلى المجاهدين في السودان”
ويعد أبو حذيفة السوداني أحد أبرز المقاتلين السودانيين الذين انخرطوا منذ وقت مبكر في صفوف تنظيم القاعدة في عهد مؤسسها أسامة بن لادن، وشارك في عمليات عسكرية بأفغانستان والعراق، وحاول تنفيذ عملية إرهابية فاشلة بالسعودية، وفرّ بعدها إلى العراق واتجه أبو حذيفة السوداني لتوثيق مسيرته في القتال وحياته الجهادية من خلال إصدار عدد من الكتب من بينها (اتكاءة على حد السيف)، (خواطر سجين) ، (الأمير المنسي)، (كلمات حب)، وأخيرًا كتابه الذي سينشر قريبًا وهو (الآن جاء القتال.. رسائل حرب إلى المجاهدين في السودان) كآخر إصدارة له.
وقاتل أبو حذيفة السوداني تحت راية تنظيم حراس الدين في سوريا، وتعرض الرجل للمطاردات والملاحقات الأمنية، وتم القبض عليه من قبل؛ ليبقى داخل السجون السعودية لفترات طويلة قبل إخلاء سبيله وعودته للسودان مرة أخرى.
وحرص أبو حذيفة السوداني -وهو في نهاية عقد الخمسينات- أن تكون صورة غلاف كتابه الذي ألفه مؤخرًا برج الفاتح “فندق كورنيثيا” بالخرطوم كخلفية زيّن بها الغلاف.
وحدد أبو حذيفة السوداني في كتابه أولويات التنظيم القتالي السوداني، بعد ظهور تنظيم طليعي يمثل رأس الحربة في الصدام المسلح يكون بمثابة الصاعق الذي يفجر عبوة المتفجرات خلال المرحلة المقبلة متمثلة في استهداف أمريكا والدول الأوربية كأعداء من الدرجة الأولى باعتبارهم العدو الصائل، ثم الاتجاه لإزالة الحكومة الكافرة والعلمانية في مواجهة طائفة الردة المنتسبة إلى التيار الإسلامي العريض.
صورة يُعتقد أنها لأبو حذيفة السوداني تم تداولها على الإنترنت من قبل الإرهابيين ووسائل إعلام السودان
وأضاف في كتابه أن التيار فاقدا للبوصلة، مؤكدًا أن المواجهة حتمية والصدام قادم لا محالة مع الجاهلية المعاصرة، مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية بالبلاد عبارة عن “فرصة ذهبية عظيمة” ساقها الله تعالى إليهم للجهاد ولنَيْل الشهادة في سبيل الله.
ومضى أبو حذيفة السوداني مؤكدًا أن مفتاح الصراع في معركتهم هذه هو مقاومة الهيمنة وإنّ السبيل لمواجهة هذه الهيمنة هو الجهاد كواجب وفرض عين والاستشهاد كنتيجة خاتمة للقتال ليكون ذلك طريق داعش الذي يمرّ فوق جماجم خصومها ويعزف الرصاص على رؤوس أعدائها ويرفع علم الجهاد في السودان وإقامة الراية التي يفيء إليها المرابطون لتصبح البلاد ساحة جديدة للجهاد وتنضم لقائمة الشرف مع الساحات الأخرى كأفغانستان والصومال والعراق.
وأضاف أن القادم كبير وعلى المجاهدين في السودان أن يحضّروا أنفسهم لأن قتال الحكومة ليس أمرًا من المُستحبَّات أو المندوبات وإنما واجب شرعي وأن أولويات المرحلة وفريضة الوقت الآن في السودان قتال هذا العدو الصائل والنكاية فيه والتنكيل به وإرهابه خاصة وأن البيئة الداخلية أصبحت مهيأة تمامًا للتغيير المسلح وأنها على أعتاب حالة قتالية قادمة مما يشكل الأساس الصلب الذي تقوم عليه مقومات العمل القتالي ويكون بمثابة الأرض الخصبة.
صحيفة الصيحة