الجميل الفاضل
لطالما أن البرهان قد قال أنه لن يسمح لأحد المساس بالدين.
فما هو الدين الذي لا ينبغي الا يمس بلا زيادة ودون نقصان؟.
إنه بالقطع الدين الذي لخصه سيدنا ابوبكر الصديق وهو يودع جيش سيدنا أسامة بن زيد في وصايا جامعة أوجزها كما يلي:
“لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا إمرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرّون بأقوام قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له”.
علي أية حال لا أتصور أن الدين الذي يحرص البرهان اليوم علي عدم المساس به، هو ذات الدين الذي ورد في وصايا او قل “تنوير” ابوبكر لجيش أسامة.
فالوقائع علي الأرض تقول علي الأقل بعكس ذلك تماما.
لمن عاهد فاؤتمن فخان، ولمن أستجير بمقر قيادته فغدر، ولمن قتل الطفل والطفلة، والشيخ، و”ست النفور”، ومائة وتسعة عشرة شابا في ثلاثمائة وستين يوما، ولمن قطع شجرة “ثمرات” عن ذوي الفاقة والحاجة، ولمن جفف ضرعا دوليا أستلان للسودان او كاد بعد طول عزلة وجفاء.
تري عن أي دين ينافح البرهان اليوم، أهو هذا الدين الذي تشربه أهل السودان منذ نعومة أظفارهم، من اثداء امهاتهم مع الحليب، أم انه ذلك الدين الدموي الذي فلق الاخوان ادمغتنا به لثلاثين عاما، يظنون ان مجده لن يعود ضربة لازب هكذا، ما لم ترق كل الدماء؟.
الجميل الفاضل
صحيفة التحرير