صلاح الدين عووضة

صلاح الدين عووضة يكتب : بيان!

صلاح الدين عووضة
27 أكتوبر 2022 م

ونسترجع..

نسترجع ما كتبناه قبل أيام من صدور بيان الخامس والعشرين من أكتوبر..

واليوم نعيش ذكرى مرور عامٍ على ذاك البيان..

نسترجعه – ونسترجع معه في ذاكرتنا – ردود فعل أهل قحت الساخرة..

فالأغبياء لا يفهمون إلا بعد فوات الأوان..

كتبنا – يوم الثامن عشر من أكتوبر العام الماضي – نقول نصاً:

فقط بيان..

وبيان عاجل جداً..

فإن لم يصدر من حمدوك – وعلى نحوٍ سريع – فسوف يصدر من البرهان..

وإن لم يصدر من البرهان فقد ضاع السودان..

سوف يصبح مثل ليبيا… أو سوريا… أو اليمن… أو الصومال… أو لبنان..

والبارحة كتبت خاطرة هذا نصها:

وهكــــذا!

سألوني أمس..

ولا تسلني من هؤلاء الذين سألوني..

ولكن المهم ما سألوني عن حبي – كما قال المغني – فأنكرت ما قريت..

سألوني عن قراءتي لقادم الأحداث..

فقلت سيُهرع حمدوك إلى طاقمه بمجلس الوزراء ليسألهم بدوره..

وسوف يسألهم: ماذا ترون؟..

ولكنهم لا يرون غير كراسيهم… غير مناصبهم… غير امتيازاتهم..

وطبعاً لن يكون هكذا ردهم..

فسوف يتجمّلون بشعارات الثورة… والثوار… ودماء الشهداء..

ولا يقولون إنهم يكذبون؛ فالشينة منكورة..

قالوا لي: إذن ماذا ترى؟… أجبت: حمدوك أضعف من أن يفعلها..

فقيل لي: وما الحل؟..

قلت: الحل في وضع يدٍ يماثل وضع أيديهم على الكراسي؛ وعلى الحاضنة..

ثم تكوين حكومة فترة انتقالية من كفاءات..

على ألا تزيد فترة الانتقال هذه عن عام… أو عامين بالأكثر..

ثم تسريح جيش السياديين بإحسان..

والاكتفاء بالعدد الذي ألفته فترتا الانتقال اللتان أعقبتا ثورتينا السابقتين..

وهكذا يتم نزع فتيل الأزمات كافة..

هكــــذا!..

وبالفعل دعا حمدوك – أمس – إلى اجتماعٍ عاجل مع مجلسه الوزاري..

دعا كما توقعنا بالضبط..

ولا أعلم ما الذي خلص إليه..

فقد سبقت كلمتي هذه أوان الاجتماع المذكور… بيد أني لا أتوقع خيرا..

سواء من قِبل حمدوك… أو من تلقاء وزرائه..

فحمدوك – كما قلت – أضعف من يتخذ قراراً مصيرياً يسجله له التاريخ..

ووزراؤه هؤلاء هم من القلة المتحاصصة..

وهم أحرص على تمكينهم الجديد هذا من إيجاد حلٍ فيه تضحية بمغانمهم..

مغانم الوزارات… والمخصصات… والنثريات..

ومن قبل ذكرت – كثيراً – أن إشاراتٍ صغيرة تدل على معانٍ كبيرة..

ومنها إشارة الصراع على الفارهات..

ولم يفهم كلامنا هذا الكثيرون – من قطيع القلة هذه – وظلوا يسخرون..

فالقضية – في نظرهم – أكبر من الفارهات..

وفي نظري أنا – لا زاوية نظر من يدافعون عنهم – أنها القضية الأكبر..

وكذلك منها إشارة كثرة الكلام فور الفراغ من القسم..

وممن عبت عليهم كثرة الكلام هذا – قبل فهم واجبات منصبه – والينا نمر..

وقلت أقطع ذراعي إن نجح في منصبه هذا..

فمثل هذه الإشارات الصغيرة تدل على دلالات كبيرة… عنوانها الفشل..

فالسياسي الذي تنكفئ اهتماماته نحو ذاته لا ينجح..

فهو إنسان ذاتي؛ يفكر في شهوات السلطة سعياً لإشباع شبقه الذاتي..

ويتكلم كثيراً إرضاءً لغروره الذاتي..

ثم لا يهم مثل هذا الذاتي أن يكون مفيداً لشعبه أم مضراً… فالمهم ذاته..

وإن لم يفعلها حمدوك فسوف يفعلها البرهان..

والفعل المطلوب من حمدوك هو حل حكومة القلة هذه فوراً دونما تسويف..

والمطلوب من البرهان هو فرض هذا الحل..

وذلك إن مارس حمدوك – كالعادة – أسلوبه الذي حفظناه عن ظهر وجع..

وفي كل الأحوال فالمطلوب حلٌ عاجل..

يستصحب ما ذكرناه في خاطرتنا العجلى تلك… والتي نشرناها ليلة أمس..

والتي حوت خلاصة للحل في كلمة واحدة:

بيان!.

صحيفة الصيحة