الرسالة الأبرز في حراك 25 أكتوبر…
مهما بلغت التسوية لن تكون محل
قبول…
رسمتها الهتافات على الأرض بجلاء
ومن لم يفهم ذاك شأنه…
من مخاطرها تسارع الاحتقان، وزيادة
وتيرة حدّة الانقسام…
ومن مخاوفها امتداد اللهيب الحادث
لما لا نهاية…
ومن تداعياتها تحول الثورة السلمية
للعنف الذي لا يبقي ولا يذر…
رسالة واضحة الملامح هتاف حار جلي الدلالة…
الجماهير الثائرة وثقت ذلك بمرأى ومسمع…
وثمة ملاحظات من المشهد الكلي…
انقسم الشارع لفئات مختلفة الرؤى
ومنها مجموعة التغيير الجذري…
تتمسك بمعادلاتها الصفرية، لا تقبل
التفاوض…
لكنها لا تمثل غالب الشارع الثائر…
ولا تصنع الفارق ولا ترسم الطريق…
ولا تتّسم بالعقل والمنطق والروية
والتروي والرؤية…
تعلم بقرارة نفسها إنها بلا شعبية…
فإذا خلعت جلبابها وبانت حقيقتها… لن يسندها الشارع وسيعرض عنها ويشيح بوجهه عنها، لأنها…
تتخفى خلف شعار ثوري وتخفي هويتها المُناقضة لشعاراته…
تستغل عاطفته، تثير حنقه، تدفع به
للمحرقة…
قياداتها تُراقب ما يجري عن كثب…
تسر بالموت، لتزيد من وتيرة الأزمة…
قياداتها تتوارى تراقب ما يدور من
خلف أبواب مغلقة…
تعرف بأنها خارج اللعبة بكل الظروف
حديثها عن المدنية زيف لكنها تلبس هذا الجلباب لتعبر…
بمكان نشأتها مارست أشنع الأفعال
ولم تعرف المدنية…
لم تتقيّد بالشعارات، وأدتها، وطفقت
ديكتاتورية قابضة…
وتبدو بالمشهد قوى الحرية والتغيير
التي تفاوض العسكر سراً…
تلوذ بالسفارات، تطلب عونها، تستقوي
بها وتساوم…
تريد إعادة حكم ضائع لعدم الفطنة
وسُوء الفكرة والطوية…
تعمل خلف الستار هذا برغم الأخطاء
الشنيعة التي ارتكبتها…
ما قدّرت الأمور حق قدرها، وظنت أن
الأرض دانت لها، لكن…
ضاقت بها الأرض بما رحبت، لقد باتت غير مقبولة…
رفضهم الشارع، طردهم بمواطن عدة
فلم يجرؤ أحدٌ من قياداتها الخروج
إليه ثانية…
فسيلقى ثبورا كثيرا ويقذف به بعيداً
كما حدث في باشدار…
إذن تجريب المجرب هدرٌ للوقت لأنه
يؤدي لذات النتائج…
يعيدنا للمربع الأول، يكرر مشاهد طبق
الأصل…
بذات المشهد لجان المقاومة تقود هذا الحراك بشعاراتها…
وهي مخترقة من عدة جهات، منقسمة
فيما بينها…
من ثَمّ باتت مشاهد العنف تطغى أثناء
التظاهر…
مَن ينكر هذه الحقيقة، بأذنيه وقر
وبعينيه عمي…
السلمية صارت شعارا غير مطبق على
أرض الواقع…
تلك هي المناظر الأولية لما هو قادم
ما يقودنا لمرحلة الركام والخراب…
المذابح بمناحي البلاد تنبئ بذلك…
أما البرهان منذ ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ متردد
لم يف بمواعيده ووعده…
ما تحققت لكأنها مواعيد عرقوب…
لم تشكل حكومة منذ ذاك التاريخ…
لم يشكل برلمانا ولا مفوضيات، ولا المحكمة الدستورية…
لم يف بالوعد، ومضينا للأسوأ…
والوطن بين المطرقة والسندان…
تحت صفيح ساخن، قابل للانفجار
بأي لحظة…
ولن يصلح العطار ما أفسده الفرقاء
المتشاكسون…
عندما يضع الصراع أوزاره، سنقول
كان هنا وطنٌ اسمه السودان…
اللهم سلِّم الوطن من الفتن ما ظهر
منها وما بطن…
صحيفة الانتباهة