(25 أكتوبر) .. عام من الجدل حول تصحيح المسار.. أم الإنقلاب

مازال الجدل محتدما بشأن توصيف قرارات (25 أكتوبر) .. هل هي تصحيح لمسار الثورة .. أم انقلاب عسكري مكتمل الأركان …؟ علي الرغم من مرور عام تلك القرارات التي اتخذها الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية بهدف تصحيح مسار الثورة السودانية كما ذكر في بيانه الشهير.

وتري القوي الثورية أن ما حدث في 25 أكتوبر انقلاب عسكري مكتمل الأركان وتعمل علي إسقاطه بتحريك الشارع منذ عام كامل بتنظيم الاحتجاجات الشعبية في الشوارع دون جدوي أو مؤشرات بسقوط الانقلاب، فيما تباينت المواقف الداخلية والخارجية بشأن قرارات (25 أكتوبر .. هل هو انقلاب عسكري .. أم تصحيح مسار..؟ ) ، كما تغيرت المواقف السياسية والأوضاع علي الأرض، حيث ضعف عنفوان الشارع الثوري وتراجعت الاحتجاجات، كما تراجعت القوات المسلحة السودانية عن الشراكة في الحكم واعلنت موقفا جديدا بخروجها من المشهد السياسي بالبلاد وافساح المجال للقوي السياسية للتوافق وتشكيل حكومة مدنية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات .

وتباينت اراء القوي السياسية والمحللون السياسيين بشأن توصيف قرارات 25 أكتوبر .. هل هي تصحيح مسار الثورة السودانية.. ام انقلاب عسكري مكتمل الأركان، كما تباينت الآراء بشأن تقييم الأوضاع بعد مرور عام علي تلك القرارات والي أين تتجه البلاد…؟

جدل تصحيح المسار والانقلاب
وتري قوي سياسية أن ماحدث في 25 أكتوبر تصحيح لمسار الثورة السودانية ، وانهاء لاحتكار السلطة بواسطة بعض القوي السياسية الإقصائية التى ترفض الوفاق الوطني وتريد أن تسيطر على الفرار الوطني، بينما تري قوي سياسية أخري أن ماحدث في 25 أكتوبر انقلاب عسكري مكتمل الأركان وتعمل على إسقاطه بتحريك الشارع، فيما خبراء ومحللون سياسيون ، أن الواقع على الأرض تجاوز الحديث عن الانقلاب أو تصحيح المسار ويتطلب وحدة الصف الوطني لانتشال البلاد من الوقوع في الهاوية والمحافظة على السيادة الوطنية من التدخلات الخارجية، فيما جدد المجتمع الدولي دعوته إلى تشكيل حكومة مدنية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات، وإعادة المسار الديمقراطى، فيما واصلت القوي الثورية تنظيم الاحتجاجات في شوارع العاصمة والولايات ،كما واصلت السلطات في اتخاذ إجراءاتها الأمنية بشأن الاحتجاجات وليبقي المشهد السياسي بالبلاد ( محلك سر) بعد مرور عام على قرارات 25 اكتوبر .

وحدة الصف الوطني
ويقول محمد المعتصم حاكم القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل، إن البعض بما فيهم القوات المسلحة يري ان الذي حدث في 25 اكتوبر من العام الماضي هو ( تصحيح لمسار الثورة) وذلك بعد ان اوشكت البلاد علي الانهيار التام بسبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والانفلات الأمني، بينما يري اخرون بان الذي حدث في ذلك اليوم بانه ( انقلاب عسكرى تام ) ضد قوي الحرية والتغيير وإجهاض للثورة وفض للشراكة ما بين المدنيين والمكون العسكري .

واضاف حاكم : في كلي الحالتين يجب ان نتجاوز تلك المراحل بكل سلبياتها الحالية والتي مضت ونتسامي جميعا فوق كل الجراحات والآلام والخلافات السياسية ونتجه بقوة ومسؤلية صوب الوفاق الوطني الشامل ووحدة الصف بين كل القوي السياسية والقوات المسلحة السودانية وذلك تحت شعار (شعب واحد جيش واحد ) مع أهمية العمل الجاد لتوحيد المبادرات المطروحة وصولا الي رؤية واحدة تتفق حولها كل القوي السياسية بدون استثناء او إقصاء الا الذين يواجهون المحاكم في قضايا جنائية فالطريق نحو التحول الديموقراطي المستدام ما زال طويلا وسيواجه الكثير من العقبات.

واكد حاكم، ان القوات المسلحة هي جزء اصيل من مكونات الشعب السوداني ولقد ظلت في الآونة الأخيرة تقدم الشهيد تلو الاخر في الفشقة والحدود الإثيوبية دفاعا عن الوطن، كما ان جهاز الامن الذي يقاتل الإرهاب قد قدم العديد من الشهداء في مواجهة الإرهاب علي الحدود الليبية وكذلك تضحياته الباسلة في معركة حي جبرة بعد محاصرته لمجموعات داعش هناك كما لأيمكن لاحد ان لا يترحم علي شهداء الثورة من الشباب الذين جادوا بدمائهم الذكية من اجل الوطن حتي انتصرت تلك الثورة الشعبية الفريدة والتي أطاحت بحكم الإنقاذ.

القوي السياسية الانتهازية
ونوه حاكم إلي أنه مازالت بعض القوي السياسية الانتهازية لا تفكر الا في مصالحها الخاصة فقط وتسعي للاستيلاء علي الحكم منفردة وإقصاء الآخرين من كل المشهد السياسي، بل هي متهمة أيضا بتقديم الشهداء من الشباب قربانا في تلكً التظاهرات الغير مبررة وصولا لأهدافها دون مراعاة لمعالجات الازمات السياسية والاقتصادية عبر الحوار والتفاوض وبالتالي من الممكن تجاوزها إذا استمرت في نهجها العدواني وذلك الإقصاء المتعمد للآخرين .

الحل في مائدة مستديرة
واكد حاكم، أن حل الازمة السودانية يكمن في دعوة مجلس السيادة لمائدة مستديرة تشارك فيها كل القوي السياسية وقيادات حركات المقاومة المسلحة وكل مجموعات قوي الحرية والتغيير الا من أبي وذلك للاتفاق علي تشكيل الحكومة الانتقالية المدنية من شخصيات وطنية مستقلة دون ادني محاصصة للقوي السياسية وان يتم الاتفاق علي برنامج محدد لتلك الحكومة وعلي رأسه معالجة الازمة الاقتصادية والإعداد الجيد للانتخابات البرلمانية عبر حوار عميق والذي لابد منه ان يكون الحوار سوداني سوداني وبعيدا عن اَي تدخلات خارجية ثلاثية كانت أم رباعية.

قرارات حاسمة مطلوبة
واضاف حاكم: الأوضاع السياسية اليوم في بلادنا لا تحتمل الانتظار وتستوجب قرارات سريعة وحاسمة والاستعجال في عقد مؤتمر المائدة المستديرة ليفتح الطريق امام الحلول الجذرية للازمة السودانية وحتي يعود الجيش الي ثكناته بعيدا عن المشهد السياسي وان يقوم بواجباته الوطنية المعروفة بعد تسليم السلطة للحكومة المنتخبة ليتجه السودان بقوة نحو التداول السلمي للسلطة.

مياه تحت الجسر
وفي السياق ذاته يري المحلل السياسي علي يوسف تبيدي، أن (25 اكتوبر ) تاريخ فاصل في تاريخ السودان فيه سيخرج الثوار من أجل المطالبة لاستعادة الحكم المدني واسقاط الإنقلاب وسيكون موكب هادر تحتشد فيه مطالب الثوار من أجل العدالة والقصاص للشهداء والدولة المدنية، لكن هناك مياه كثيرة جرت تحت الجسر يجب أن تستوعبها قوي الثورة حتى تكمل مسيرتها هناك الحديث عن تسويه تطبخ ليلاً وهذا ما ترفضه القوى الحية في الثورة ممثلة في لجان المقاومة وبعض القوى السياسية .

الفشل في اكمال المؤسسات
واضاف تبيدي: أما الجانب العسكري رغم مرور على قراراته التي يعتبرها تصحيح مسار إلا انه فشل في إكمال مؤسسات الدولة الدولة الدستورية والتنفيذية وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي والامني وانفجار الأوضاع في ولايات دارفور وغرب وجنوب كردفان والنيل الازرق وانتشار الصراع القبلي.

سيناريوهات كثيرة
ومضي تبيدي الي القول بان المكون العسكري فشل ايضا في انتزاع الدعم المالي الدولي من موسساته، كلها عوامل تؤكد أن السودان مقبل على سيناريوهات كثيرة اذا لم تخاطب أطراف الأزمة المشكلة الأساسية وهناك مبادرات كثيرة على مستوى الساحة السياسية كلها تؤدي لحل مما يعني ان هناك عملية انسداد في الافق، والمشهد السياسي أصبح قاتم والشعب السوداني مل الترقب والانتظار الطويل ولابد ان تكون له كلمة.

تقرير: ST

Exit mobile version