الذي خلف عشرات القتلى والمصابين وطالبوا بإقالة حاكم الولاية، أحمد العمدة، لعجزه عن احتواء العنف القبلي . لم يوجه الفريق عبد الفتاح البرهان ببسط الأمن وحماية المواطنين ، ولم يرسل قوات الى اقليم النيل الازرق لحسم فوضى الصراع القبلي هناك الذي خلف مأساة انسانية واضحة ، بل ولم يصدر البرهان قرارا بإعفاء المسئولين في حكومة الاقليم ، لكنه وجه القوات المسلحة بتسيير قافلة مساعدات انسانية لدعم ومؤازرة المتضررين في الاحداث الاخيرة في منطقتي النيل الأزرق وغرب كردفان محلية لقاوة قافلة المساعدات التي انطلقت من مستودع التعيينات المركزي بالخرطوم بحري أمس والتي تحتوي على عدد ست شاحانات قالت القوات المسلحة أنها مستلزمات غذائية تأتي دعما للمتاثرين وتعزيز لقيم المشاركة بين القوات المسلحة والمواطنين المتضررين من الأحداث !! ولا ادري لماذا تحاول السلطات الانقلابية وقائدها الفريق البرهان مشاطرة المواطنين بالنيل الازرق ولقاوة معاناتهم واحزانهم وكأنها تلغي عن عاتقها مسئولية ما يجري هناك ، من غياب كامل للأمن وتقصير للسلطات في حمايتهم . وفور علمك بتسيير قافلة محملة بالمواد الغذائية المتنوعة ، يعتريك الشعور ان الذين قتلوا في النيل الازرق ماتوا نتيجة كوارث طبيعية او فيضانات وسيول ،وانهم في حاجة عاجلة للغذاء ، وان هذه القافلة يرسلها رئيس دولة مجاورة ، حاول أن يقف مع الشعب السوداني في هذه الازمة الانسانية التي يمر بها فقائد الجيش اتمنى أن لا يكون فات عليه ارسال مندوب خاص مع القافلة يحمل برقية منه للمواطنين يبلغهم فيها تمنيات القائد بتجاوزهم لهذه المحنة متمنيا لهم العيش في أمن واستقرار . فكيف تتجاهل السلطة الانقلابية ما يمر به مواطن النيل الازرق من فقد للأمن والأمان ، وان الناس هناك تموت حرقا ، فهي الآن تبحث عن مأوى آمن لكي تحافظ على ارواحها لتبقى فقط على قيد الحياة ، فمن الجيد أن تُسّير قوافل تحمل مواد غذائية ولكن السلطات الانقلابية مسئوليتها الآن وقف نزيف الدماء أولا ، ومن بعده تقديم مواد غذائية ، فهذه القافلة يمكن ان تسيرها منظمات المجتمع المدني او اتحاد الفنانين ، لكن السلطات الحاكمة مهمتها اكبر من ذلك بكثير سلطات عجزت حتى عن التعليق الواضح على الأحداث واصدار قرارات حاسمة لصالح المواطن و لكنها تحاول أن تقفز بتسيير قافلة غذائية وكأنما الاقتتال توقف منذ ايام قليلة ونامت النيل الازرق بسلام هادئة ، واستيقظ المواطن فيها بحثا عن ( لقمة العيش ) غريب هذا الذي يحدث فكيف يكون همكم عاجل الغذاء ، لمواطن في واقع الأمر بيموت !! . طيف أخير: غير ملزم بان تسعد كل الناس ، ولكنك يجب أن لاتُؤذِي أحداً
صحيفة الجريدة