سياسية

وزير زراعة أسبق: السودان يواجه شبح مجاعة عالمية

بمناسبة يوم الغذاء العالمي الذي يوافق اليوم السادس عشر من شهر أكتوبر، من كل عام، أقام مركز راشد دياب للفنون منتدى للاحتفال بهذا اليوم والذي جاء تحت شعار”لنعمل معاً” تحدث فيه كل من الخبير الزراعي ووزير الزراعة الأسبق بروفسير مأمون ضو البيت، وعمار حسن، فيما أدار الجلسة الدكتور نصر الدين شلقامي.

وألقى بروفسير مأمون ضو البيت، الضوء على أهم الأهداف للتنمية المستدامة في السودان، مشيراً إلى أهمية وضرورة تأمين الإنسان لغذائه الصحي من جملة عدد سكان العالم البالع عددهم “8” مليار نسمة تقريباً، وقال: إن زيادة عدد سكان العالم المتسارعة بالضرورة تقابلها زيادة حسابية في الإنتاج الغذائي، وذكر بروفيسور مأمون بالأرقام والنسب المئوية حسب تقرير منظمة الأغذية العالمية “الفاو” أن “850” مليون، من جملة سكان العالم يعانون من شبح الجوع، بينما هنالك أكثر من “2” مليون شخص مصابون بمرض السمنة الزائدة، لافتاً إلى أن “14%” من الغذاء فاقد أثناء الحصاد في الحقول، ويرى أن الزراعة بمفهومها الحديث هي كيفية الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وأكد أن السودان يذخر بموارد طبيعية كثيرة جداً خاصة في مجال الزراعة، مشيراً إلى وجود أكثر من “175” مليون فدان، صالحة للزراعة المستخدم منها “40” مليون فدان فقط، ولكن بالرغم من كثرة ووفرة هذه الموارد نجد أن السودان يعاني من قلة الغذاء الأمر الذي يهدِّد السودان بشبح مجاعة قادمة، وكشف أن دولة مصر هي المستفيد الأكبر من هذه المياه، حيث تقوم بزراعة “8” ملايين فدان، من أراضيها

وحمَّل بروفيسور مأمون ضو البيت، الدولة مسؤولية تأمين الغذاء للناس، وذلك من خلال استخدام سياسات سياسية راشدة واسترتيجيات بعيدة المدى، إلى جانب تشجيع الناس على العمل والإنتاج والاستفادة من مياه النيل في المشاريع الزراعية، وقال: إن الزراعة في السودان تنقسم إلى زراعة مروية، وزراعة مطرية، إلى جانب زراعة آلية مطرية والتي تستهدف الربح وهي زراعة تجارية في المقام الأول، واستشهد مأمون بدولتي كندا وأستراليا في تأمين سلة غذاء العالم، وكشف أن برنامج الغذاء العالمي الفاو أصدر تقريراً أوضح فيه أن السودان معرَّض لشبح مجاعة عالمية أرجعها أسبابها إلى قلة المخزون الاستراتيجي لدى البنك الزراعي السوداني، مشيراً إلى أن هنالك خللاً كبيراً من الدولة تجاه تأمين الغذاء لدى الناس، وطالب الدولة بضرورة حل مشكلة الغذاء من جذورها، مع إستصحاب التحوُّلات الكبيرة التي حدثت لدى الناس في نوع الغذاء في جميع ولايات السودان المختلفة، وضرورة مواجهة هذا التحوُّل على مستوى الأسر وذلك بغرض تحسين الأوضاع المعيشية.

فيما تحدَّث عمار حسن عن مفهوم الأمن الغذائي وسلامة الغذاء الصحي، فقال: إن العالم يحتفل بمثل هذا اليوم وذلك بغرض التوعية والتذكير، وأضاف أن الأمم المتحدة تحث المجتمع على تأمين الغذاء وأهمية العمل على تحقيق هذا الشعار “لنعمل معاً”، وأضاف أن الإنسان في كل أوقاته يتناول أطعمة صحية، وأوضح أن السودانيين بعيدين كل البعد عن تحقيق أمن غذائي بمفهومه البسيط، وركز على أربعة عوامل رئيسة يعمل العالم من أجلها لتحقيق الأمن الغذائي أولها تحمل الدولة تكاليف الغذاء والعامل الثاني وفرة الغذاء، لافتاً إلى أن الدولة لا بد من ضرورة توفير الغذاء للناس، أما العامل الثالث هو جودة وسلامة الغذاء، فيما يتمثل العامل الرابع في المناخ وتغيُّراته من ارتفاع في درجات الحرارة وانخفاضها، الأمر الذي يؤثر على المحاصيل الزراعية، وخلص عمار إلى أن هذه العوامل يمكنها أن تحقق أمن غذائي متكامل في حال الاشتغال بها، وختم بمطالبة الدولة لتحقيق شعار هذا العام “لنعمل معاً”.

الخرطوم- جمعة عبد الله
صحيفة الصيحة