صبري محمد علي(العيكورة)
لا يساورني ادنى شك أن استخبارات الدول الطامعة فى السودان تدرك جيداً انه يكفيها فى السودان ان تطلق (اشاعة) او (سيناريو) قاتم وستلهي كل الشعب وتسوقه سوقاً يتحلق حول ستات الشاي ومكاتب العمل وبيوت العزاء والافراح يناقش ويحلل . لذا من السهل عليهم قيادنا لطيبتنا الزائدة وان شئت فسمها (سذاجتنا) فلو احصيت عزيزي القارئ عدد الاشاعات المتواترة وبالونات الاختبار فلن تجدها تقل عن الخمس او الست فى الشهر الواحد وخلف كل اشاعة هدف هو اما صناعة رأي عام وعلى ضوئه يقررون المضي او التوقف عن خطة ما او الهاء الناس عن جوع البطون واستطالة زمنية لمزيد من النهب وسرقة الموارد .
فالكلام عن …..
تسوية بين البرهان وحميدتي من جهة و بين جماعة العشاء والإكيلة وهم مركزي القحاطة والرباعية وبعض حملة السلاح من جهة (برأيي) هو احد تلك البالونات الخاوية .
(آآي نعم) البرهان كراعو تقيلة وحميدتي (فهمو قدرو) لكن هناك من لا يرتضون تصرفات الرجلين وهم قادة الجيش والذين يتابعون خطوات وتصريحات قائدهم ويحصونها بكل دقة فإن اقدم البرهان على اى تسوية إقصائية فلربما استلم هو الاخر مذكرة الضباط كما حدث اواخر عهد الصادق المهدي والتى عجلت بذهاب حكمه !
شخصياً …..
(ميال) جداً ان تفهم قرارات وكلام البرهان بصياغها اللفظي سواء تلك التى كانت فى (٢٥) اكتوبر او الرابع من يوليو الماضيين واللتي اكد فيهما التصحيح وخروج الجيش من المعادلة السياسية داعياً الى توافق المدنيين والسياسيين على تسمية حكومة انتقالية مدنية تستكمل مهام الانتقال .
واى حياد عن هذه الثوابت اعتقد لربما تعقد المشهد السياسي بالذات داخل الجيش والقوى الامنية الاخرى لذا لن يقدم البرهان على تسوية اقصائية مطلقاً .
وعكس ما يفهم ويجير …
اعتقد أن البرهان بتلكؤه وتجميده للمبادرات التى دخلت القصر انما يهدف لسماع المزيد من الاصوات الاخرى او لربما لتهيبه من مبادرة نداء اهل السودان التى اطلقها الشيخ الطيب الجد والتى حظيت بالاجماع الاكبر لذا لجأ البرهان (لفريزير) ثلاجة القصر يجمد كل ما يستلمه من مبادرات . تحت ذريعة (اخضاعها للمزيد من الدراسة) !
ولكن فى المقابل ….
تظل مصالح دول الرباعية تخضع للجمع والطرح فيما اذا تمت تسوية بين الرجلين ومركزي قحت فالاماراتيون اقتنعوا ان (زولهم) الذي لم ينل حظاً وافراً من التعليم الابتدائي ليس بمقدوره حكم شعب ثلثه من حملة الشهادات فوق الجامعية و السعوديون سيظل امن البحر الاحمر هو العمود الفقري لاهتمامهم بالسودان ولن يحقق ذلك إلا البرهان ولكنهم متوجسون من شخصية الرجل الغامض والمجاهر بالتطبيع مع اسرائيل ولا مانع لديه من فعل اى موبقة سياسية كان يحرمها الاسلاميون لذا لا يمكن ان يغامروا بثقلهم الاسلامي من اجل امن حدودي يمكن معالجته خلال اى لجنة امنية عادية .
الامريكان والبريطانيون اصبحوا مقتنعين اكثر من اى وقت مضى ان من سيحقق مصالحهم هو البرهان ولكن مسألة اعلان التأييد الصريح هو ما يمنعهم من البوح المباشر كونه سيقدح فى مزاعم الديمقراطية التى يعتقدون انهم هم حراسها حول العالم لذا هم (عاوزنها تجي من البرهان) وسيؤيدوه .
لذا لا اظن ان صفقات وتسويات كهذه التى يروج لها ستكون سهلة التنفيذ (اذا افترضنا صحتها) حتى ولو روج لها بعض الكتاب او ارغى وازبد ضدها مناوئوها فلن يكتب لها النجاح طالما ان القوات المسلحة ما زالت تقف على رجولها .
البرهان لن يجرب المجرب والا فسيبدو و كأنه كذاب ومراوغ امام شعبه ولا اعتقد انه سيغامر بسمعته العسكرية مهما كلفه ذلك من ضغوط خارجية او تحانيس ليلية من مركزي الحرية .
خلاصة الأمر …..
ان المشهد يقرأ منه ….
ان البرهان سيجد نفسه معذوراً للاعلان عن حكومته التى يريدها الجيش وسيكون المجلس الاعلى للقوات المسلحة وسيظل هو العصا الغليظة التى تسوق الشعب الى صناديق الاقتراع وهذا ما يريده الامريكان والبريطانيون وما يقلق الاماراتيين والسعوديين فى ذات الوقت لربما لقناعتهم ان صناديق الاقتراع قد تعيد الاسلاميين لسدة الحكم مرة اخرى .
قبل ما انسى :-
يا اخوي نجض شغلتك وبطل الجرجرة
صحيفة الانتباهة