صنع خيرا محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الحالي، وقائد قوات الدعم السريع حينما أشار إلى أكثر من مرة بأن مسؤوليته لا علاقة لها البتة بقبيلته قبيلة الرزيقات، وأن مسؤوليته تشمل جميع السودانيين هذا الخطاب وإن قيل عنه أنه ليس دقيقا إلا أنه يبعد كل تعلق ضيق بالقبلية ولو شكلا. حيث رفض الرجل أكثر من مرة الحديث باسم قبيلته قبيلة الرزيقات.
ففي لقاء تلفزيوني بثه الإعلامي الطاهر حسن التوم باستضافة الصحفي عبد الماجد عبد الحميد حيث وجه الأخير سؤالا عبر الهواء مباشرة لدقلو رابطا قواته بقبيلة الرزيقات فاستنكر دقلو السؤال ورفض الإجابة عليه بل وحينما أصر الصحفي على السؤال سحب دقلو نفسه واعتذر للبرنامج باعتبار أنه لا يقبل التحدث إليه وهو في موقع المسؤولية من منطلق قبلي، فهو يمثل كل السودان.
وبما أن السودان يمر بمنعطف حاد وخطير ومرحلة في غاية التأزيم والإشكاليات، فلا يصلح فيه إطلاقا الحديث باسم القبلية.
وسط هذا الخطاب المطلوب من محمد حمدان دقلو ورد على لسان الصحف أن ناظر عموم الرزيقات محمود موسى مادبو ذكر خلال وصوله أمس الخرطوم متوعدا ومهددا:
( أن محمد حمدان دقلو خطا أحمر وهو من خلال موقعه أي استهداف له يعني استهداف لقبيلة الرزيقات).
فإن كان هؤلاء النظار يريدون أن يتكسبوا من خلال خطابهم القبلي ليجدوا موقع قدم وأهمية، فرجاء لا ينبغي أن تكون هذه المكاسب على حساب الوطن، وعلى حساب أمنه واستقراره ووحدته.
أي دفاع عن محمد حمدان دقلو وهو مسؤول دولة ينبغي أن يتم من خلال مسؤوليته كمواطن، وأي دفاع عنه ينبغي أن يتم من خلال مباشرة أعماله فقط.
أما أن يرد اسم محمد حمدان دقلو باعتباره ينتمي لقبيلة الرزيقات وممثلا لها، فإن هذا الخطاب حتى ولو كان مبطنا ليس وراؤه أدنى فائدة بل يحمل بين طياته كل أمراض العصبية والقبلية التي تعمل على إذكاء نار الخلاف، وتعمل على إيعاز أن تسعى كل قبيلة لأن تجعل لها قوات دعم سريع، وأن يكون لها نائبا لمجلس السيادة.
أبعد عن هذا الخطاب يا ناظر عموم الرزيقات، ولا تكن أسوة سيئة لبقية القبائل السودانية.
القبائل السودانية تعددها عوامل إثراء وليست عوامل تشتت وضعف للنسيج السوداني.
إن كان يا ناظر عموم قبيلة الرزيقات من دعم لمحمد حمدان دقلو، فليكن هذا المدح في كونه أزال حاجز القبلية، وفرض نفسه باسم السودان لا باسم قبيلة الرزيقات، فحينئذ لا تدافع عنه قبيلة الرزيقات وحدها، وإنما سوف يدافع عنه كل قبائل السودان.
إن تقلد البعض لزعامة الكيانات القبلية دون إدراك لخطورة ما ينادون به، فهو أخطر من جيوش الأعداء الجرارة.
لهو أخطر من كل كارثة طبيعية.
كيف تدافع يا محمود موسى مادبو عن محمد حمدان دقلو لأنه رزيقاتي؟!
لقد اسأت إلى الرجل غاية الإساءة، ولم تحسن إليه.
لقد بددت بخطابك يا مادبو كل عمل قام به الرجل من أجل أن يثبت أنه سوداني وليس رزيقاتي.
لا بد أن يخرج محمد حمدان دقلو لينفي كلام ناظر عموم الرزيقات الذي يظن بأنه يدعم به نائب رئيس مجلس السيادة.
ينفي دقلو هذا الخطاب القبلي مثل ما نفى أي خطاب قبله حينما حصره في البحث عن مصالح قبيلته.
ماذا سيكون ردة فعل أي مواطن من خطابك هذا يا مادبو وهو لا ينتمي لقبيلة الرزيقات؟
فموقفه لا يعدو أن يكون أحد موقفين:
فإن كان الرجل محسنا، فهذا يعني أن إحسانه سيعود لقبيلة الرزيقات إذ كيف لا يحسن الرجل لقبيلة سخرت نفسها للدفاع عنه ولحمايته.
وإن كان مسيئا فقد يفرغ المواطن جام غضبه على قبيلة الرزيقات، فهي من حمت ودافعت عن هذا المسيء.
امدح الرجل يا مادبو وكن على قدر المرحلة وانبذ من خلاله القبلية هذه القبلية التي تفرخ رجالا أفذاذا لا ليخدموا ويؤسسوا لقبيلتهم ولكن ليخدموا كل السودان.
اسحب كلامك فورا أيها الزعيم مادبو، فهو قبل أن يكون إساءة للوطن، فهو إساءة لمحمد حمدان دقلو نفسه.
صحيفة الانتباهة