اتفقت أو اختلفت معها نجحت قوى الحرية والتغيير في الاحتفاظ بنفسها كرقم لا يمكن تجاوزه، وأربكت منذ اليوم الأول خطط اللجنة الأمنية، والمجلس العسكري وجرته لشراكة ثنائية حققت فيها كثير مما تريد، ثم في مرحلة لاحقة استحوذت على الشارع، وكسبت الجولة الأولى، وجعلت البرهان يترنح بالفعل، يفض الشراكة ثم يعيدها، يتخذ القرارات ثم يبتلعها، ينسحب من العملية السياسية ثم يعود، يقول لن نجلس معهم ثم يجلس، يتعهد بتشكيل حكومة ولا يجرؤ، يلوح بالانتخابات ثم يتراجع، وقد نجح هذا المكون، سمه القحاتة، سمها أربعة طويلة، المهم أنها نجحت بطريقة ما في شل حركة البرهان، وأخذت نائبه حميدتي في صفها داعماً ومسانداً من خلف الكواليس، وأخذت الرباعية إلى جانبها، وأتخذت منها حجابا، وجعلت شبكة الجزيرة دريئة لها، وجعلت البرهان وأركان حربه يبتلعون كل قراراتهم، تشتمهم في كل المنابر فيصمتون، تشتكيهم للسفارات سفارة سفارة فيتراجعون، تهتف بذهابهم للثكنات فيهزون رؤوسهم بالموافقة، وسواء كان ذلك بتكتيك أو دون تكتيك، فقد أظهرت البرهان ومن معه ضعيفاً مرتبكاً انقلابياً لا حول له ولا قوة.
عزمي عبد الرازق