التسوية التي يسعى لها القحاتة هذه الأيام كان بإمكانهم إنجاز تسوية أفضل منها قبل عام من الآن، قبل 25 اكتوبر، وكانت ستوفر أرواحاً ودماء كثيرة أُهدرت في معركة عبثية. ولكنهم بدلاً من ذلك تحدوا الجميع وأولهم العساكر، والنتيجة أنهم فقدوا السلطة ثم فقدوا الشارع ثم عادوا ليجلسوا للتفاوض من موقع الإفلاس لا يملكون سوى قوى خارجية تدعم وجودهم في معادلة السلطة لأجندة تخصها هي.
يا ترى هل تعلموا؟
لماذا يضحي عشرات الشباب بأرواحهم من أجل تسوية كان يمكن انجازها بقليل من التنازلات؟
الإصرار على خوض معركة غير متكافئة مع العسكر والحركات المسلحة و القوى التقليدية باسم الثورة كان من البداية عبثاً وعدم مسئولية بل يرقى إلى درجة الإجرام. لماذا كل هذه الخسائر من أجل اتفاق سياسي كان يمكن تحقيقه بسهولة منذ المفاوضات التي قادت إلى وثيقة كورنثيا؟
أخطاء سياسية كارثية لا يقع فيها إلا الأغبياء وكلفت الشعب السوداني أثمان باهظة بلا أي مبرر سوى الجهل و الأنانية و قصر النظر.
حليم عباس