لم يكن الطريق سهلاً ، كان ومازال شائكا مظلما قاتماً ومحفوفاً بالمخاطر ، لكن عزيمة الشعب السوداني وإرادته دائما ماتقهر الظروف وتذلل الصعاب فكل يوم تفقد فيه الثورة شابا جسورا ومغوارا في ميادين النضال السلمي ضد السلطة الانقلابية ، تشتعل نيران الثورة بقلوب رفاقه وتزداد جذوة ، فكل شاب في قلبه نار وفي صدر أتون يغلى بالآمال لايهدأ إلا اذا هدأت الشمس وتعب النهار وظلت ثورة ديسمبر تقبض بيد على جمر المحن والإحن ، وتقاوم باليد الأخرى طوفان السلطة الانقلابية واجهت القتل والخطف والاعتقال قدمت عشرات الشباب واصيب في صفوها الآلاف وانتصرت الثورة السلمية على سلطة السلاح وذلك يؤكده استمراها في الميدان ، ووقفته هو عاجزا في محطته الاولى ، وهذا يعني ان لجان المقاومة اقوى بكثير من السلطة الإنقلابية ، فالقوة ليست لمن يجيد الضربات القوة دائما لمن يحتملها وهاهي المقاومة ترسم طريقا من نور يبدد ظلام الهم طريق يمهد لتحقيق اهداف الثورة ، ليس لمقاومة الانقلاب وهزيمته ولكن لمحو آثار الانقلابات العسكرية وعدم تكرارها مستقبلاً ، وذلك عبر تسليم السلطة للشعب عبر لجان المقاومة التي اتفقت على إجازة مسودة الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب وهذه هي بشريات أكتوبر الأخضر الذي يكشف ملامح بداية استكمال طريق الثورة السودانية حتى تحقق غاياتها ، بتدشين ميثاقها الثوري لتأسيس سلطة الشعب فهي خطوة تؤكد جلياً ان لجان المقاومة اكبر من اوهام الذين يصفونها انها لاتملك برنامجاً عمليا ثوريا ، وانها لم تتعدى براحات الهتاف ، فأكدت الثورة ان مايستطيع فعله شباب المقاومة يعجز عنه الكبار في الاحزاب السياسية ، نجحت المقاومة لانها تخطت قيادتها للشارع الثوري ، فهي الآن تقود دفة السياسة بوضع رؤية برامجية وطنية لمستقبل الحكم في دولة جديدة ، خطوة تقطع طريق الإنحناءات والتسويات السياسية لتحقيق معاني الكرامة احتراما لهذا الشعب وصونا لكرامته ووفاءً لدماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم طاهرة فداء لهذا الوطن العظيم فالميثاق الموحد للجان المقاومة في كل ولايات السودان، يعد بلا شك من اهم مايشهده السودان من أجل تحقيق التحول الديمقراطي وهو اعظم ماتحققه الثورة بعد زوال حكم المخلوع ، هذا الميثاق سعته اكبر من اسقاط هذا الانقلاب لأنه سيحقق حلم الملايين من ابناء الشعب السوداني ، لميلاد وبناء دولة تبني صرحها على أسس الحرية والسلام والعدالة فوحدة قوى الثورة تمثل انتصارا وانجازا عظيما في وقت تتشاكس وتتناكف فيه القوى السياسية ويحلم فيه عناصر الفلول بالعودة للحكم من جديد ،وسط هذه الأحلام الوردية الزائفة تظل الثورة هي الحقيقة الوحيدة الشامخة وقوتها في وحدتها وميثاقها الذي يؤكد للجميع ان كان الماضي والحاضر لهم فالمستقبل لن يكون كذلك . طيف أخير: السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل
صحيفة الصيحة