(1)
قرأت هذه التهنئة التي نشرتها وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة السودانية فأسعدني ان يكون هناك نقطة ضوء لا اقول في اخر النفق ولكن اقول في ظل هذه الظلمة والعتمة التى تختلط فيها حتى (بناننا) في اليد الواحدة.
حيث جاء من وزارة الداخلية : (باسم منسوبي وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة وهيئتي الادارة والقيادة والضباط وضباط الصف والجنود نتقدم بصادق التهاني للنابغة الطالبة (غفران علي محمد بريمة) كريمة الشهيد الفريق شرطة علي بريمة لإحرازها نسبة 94.1 % بامتحانات الشهادة السودانية لهذا العام 2022م سالين المولى عز وجل لها ولأسرتها مزيداً من النجاحات والتفوق الدائم.
التهنئة صدرت باسم وزير الداخلية المكلف والمدير العام لقوات الشرطة الفريق اول شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر، وهي لفتة رائعة.
أتوقف عند الطالبة غفران علي محمد بريمة التي استشهد والدها في يوم 13 يناير 2022م وهو يؤدي في واجبه وعمله الذي دفع حياته ثمناً له .. في هذا التاريخ الذي استشهد فيه الفريق شرطة علي بريمة كانت امتحانات الشهادة السودانية متبقي لها حوالى (5) اشهر حيث انطلقت امتحانات الشهادة السودانية في يوم 11 يونيو 2022م. مع هذه الصدمة ومع كل هذه الاوجاع والحطام تفوقت الطالبة (غفران) وحققت نسبة عالية في امتحانات الشهادة السودانية وهي تحرز نسبة 94.1 % .. فعلاً هي (غفران) وإلّا ما استطاعت بعد تلك الصدمة ان تحقق هذا التفوق الكبير.
هذا امر لا يقدر عليه إلّا من يحمل قدراً عظيماً من (الغفران).
الشخصية السودانية فيها هذا الصمود والكبرياء الذي يؤكده النجاح ويثبته التفوق.
ليس وزارة الداخلية وحدها بل يجب ان تحتفي ثورة ديسمبر والشعب السوداني كله بتفوق ابنته الطالبة (غفران بريمة) فهي ليست ابنة الشهيد علي بريمة وحده هى ابنة الشعب كله.
جيل ثورة ديسمبر المجيدة حقاً هو جيل لا يعرف الانكسار.
(2)
مثلما حدث هذا التفوق من ابنة الشهيد الفريق علي بريمة.. قدمت لنا ثورة ديسمبر نماذج اخرى.. بعض الطلاب الذي نجحوا في امتحانات الشهادة السودانية استبقوا نجاحهم في (الشهادة) السودانية بنجاح اعظم في (الشهادة) السودانية الاكبر.. ونالوا (الشهادة) ليتحركوا من خانة (طالب) الشهادة السودانية الى (شهيد) الشهادة السودانية.
في حياتنا السودانية مثل هذه النماذج التى نفتخر بها ونتباهى . ونقف عندها اجلالاً.
قصة اخرى يمكن ان تكون اكثر وجعاً من القصة الاولى وهي قصة يجب ان تتوقف عندها وزارة الداخلية ايضاً.
الطالب عمر زهير محمد يوسف وهو في عمر قد لا يتجاوز الـ (16) او (17) عاماً حقق نسبة نجاح في امتحانات الشهادة السودانية 65.4 % .. هذا الطالب استقبلت اسرته خبر نجاحه بعد ان استقبلت خبر استشهاده .. لقد نجح عمر زهير في الشهادة الكبرى وانتقل الى الرفيق الاعلى قبل الاعلان عن نجاحه في امتحانات الشهادة السودانية.
لا اعرف كيف استقبلت اسرة هذا الشهيد خبر نجاحه في امتحانات الشهادة السودانية؟
هنالك نماذج اخرى لطلاب اخرين اعلن عن خبر نجاحهم في امتحانات الشهادة السودانية بعد ان اعلن عن استشهادهم في حراك ثورة ديسمبر المجيدة. لا تسعفني القدرة على عرض كل النماذج المشرفة التى يفترض ان تقدمها لنا وزارة التربية والتعليم في قائمة لوحدها.. قائمة الشرف الاولى في الشهادة السودانية.
هذا هو السودان يدفع (ثمن) الصراع السياسي في اراضيه… ابرياء يقدمون الابناء والآباء من اجل الحرية والسلام والعدالة.
هل لا تتعلم السلطة من هذه النماذج ؟ .. ألا يتوقفون عند هذه الصور والمواقف والأحداث ؟
ألّا يتعلمون؟
متى يفهمون؟
لقد افسدت (الكراسي) قدرتهم على الاحساس والشعور.. اصبح هذا الوطن لا يعنيهم في شيء، او لا يعنيهم فيه غير (الكراسي).
(3)
بغم
لاحظت ان اغلب الذين كانوا يلتقطون صور (السيلفي) في اعتصام القيادة العامة وينشرون صورهم في صفحاتهم الخاصة وفي حالاتهم خرجوا من ميدان الاعتصام قبل حدوث مجزرة فض الاعتصام.
صدفة غريبة!!
هذا ليس طعناً فيهم.. ولكن تأكيد على ان السواي ما حدّاث.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة