بخاري بشير يكتب: (الخيانة).. بين قوش وإبراهيم محمود!

عندما تحدث القيادي البارز بالمؤتمر الوطني المهندس ابراهيم محمود قبل أيام لقناة طيبة الفضائية؛ وقوله إن نظام البشير تم اسقاطه بمؤامرة حزبية داخلية؛ واستخدم المهندس ابراهيم محمود مفردة (الخيانة) كأول قيادي بالوطني.. قال محمود ان هناك (خيانة) تمت من داخل صفوف الحزب لاسقاط البشير.. وتداول كلام كثير بعد ذلك؛ لا نريد ان نعلق عليه؛ ولكن استوقفتنا مفردة (الخيانة) التي جاءت للمرة الأولى من مسؤول بارز بالحزب الذي قامت ضده ثورة ديسمبر.

بهذا الحديث العلني من القيادي ابراهيم محمود يكون الحزب قد اتجه لتحديد (الخونة) في صفوفه؛ حيث كانت هذه الاتهامات في السابق ومنذ قيام الثورة وحتى وقت قريب متداولة فقط في اطار (الونسات) الضيق ولم تخرج ابدا للاعلام؛ حتى قادة الوطني المعروفين الذين اتيحت لهم فرص الحديث اعلاميا؛ ابان (شيطنة الحزب- واتهام الكيزان).. لم يكلفوا أنفسهم عناء توضيح الاسباب التي أدت لانهيار النظام؛ وهو انهيار تم سريعا.

حديث محمود وضع عددا من القيادات بالأخص قيادات لجنة البشير الأمنية (قوش- وكمال عبدالمعروف- وابنعوف) وضعهم أمام الاتهام المباشر؛ لدرجة أن هناك أحاديث بالأسافير نسبت صلاح قوش.. وبرغم عدم تأكيدها؛ جاء فيها أن (الخيانة) لم تكن واردة؛ لأن التغيير كان أحد الحلول؛ في حال انسداد الأفق السياسي آنذاك.. وكأن الحديث المنسوب لقوش تم من خلاله الرد على ابراهيم محمود.

مهما كان شكل الاتهامات المتبادلة بين قيادات الوطني؛ حتى اذا عد بعضهم أن هناك (خيانة) تمت من هرم جهاز الأمن والمخابرات وقتها وهو الفريق مهندس صلاح عبد الله الشهير بقوش.. الا أن الساحة المناسبة لتداول مثل هذا الحديث ليست وسائل الاعلام؛ أو شاشات الفضائيات.. وكان الأحرى بالمهندس ابراهيم محمود وهو عرف بعقلانيته ابان تقلده رئاسة الحزب.. كان الأحرى به أن يحدث الناس عن (فشل المشروع)؛ و(المراجعات) التي ينبغي ان يجرونها.

وكان الأحرى به أن يقارع قوى الحرية والتغيير الحجة بالحجة؛ وهي تقصيه بنص الوثيقة الدستورية عن ممارسة أي عمل سياسي وأي مشاركة في الفترة الانتقالية.. وهذا حق أصيل لأي تنظيم أو حزب أو جماعة.. خاصة أن كل أطراف الحكم الماثلة اليوم في السودان قد شاركت (المؤتمر الوطني ونظام البشير) في فترة من فتراته.. وليس هناك استثناء.

فشل الوطني- الذي تم حله- في مقارعة خصومه.. وانتزاع حقه في الممارسة السياسية للفترة الانتقالية.. وعجز ان يغير الخطاب المتداول؛ وبرعت القوى السياسية والحركات المسلحة والجبهة الثورية في ذكر عبارة (الا المؤتمر الوطني) التي اصبحت (ديباجة) لكل الخطب السياسية.

عجز المؤتمر الوطني أن يدافع عن حقوقه؛ أمام كل الأطراف- قوى الحرية والتغيير والعسكر.. وحتى الموفدين الدوليين.. وفشل في مقارعة قحت التي جاءت بعبارة (كل الاحزاب الا المؤتمر الوطني).. وبعدها سايرها العسكر؛ فقد قالها البرهان في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحده؛ وهي ذات العبارة التي وردت في (احاطة) فولكر الأخيرة أمام مجلس الأمن.. وطالما فشل قادة النظام السابق في الدفاع عن حقوقهم ومواجهة هذه العبارة- وهي العبارة الأحق بالدحض.. اعتقد لن يحق لهم التلاوم فيما بينهم؛ بوجود (خيانة) أو تآمر.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version