لقد أدارت قحت السودان وفق التتريس وإغلاق الشوارع والمظاهرات وإحراق اللساتك والاستقطاب والتحريض والإشاعات وخطاب الكراهية. أي: لا برامج. لا خطط. لا مؤسسات. لا برلمان. لا محكمة دستورية. لا ميزانية. لا مراجع عام. لا معايير. طبيعي أن يفتح البرهان صفحة جديدة في واقع الحياة. تلبية لحاجة الشارع الذي ضرب بينه وبين قحت جدارا سميكا. في الوقت الذي فيه فتح نفاجا مع الإسلاميين. وتلك فرصة العمر في مباراة الديربي السياسي. لا يمكن أن يضيعها الإسلاميون. ها هي (عودة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو) قد بدأت. بالأمس إيلا. وقريبا قاهر العلمانية العالم الرباني عبد الحي يوسف في خرطوم ود اللمين. والبقية تأتي. لذا نؤكد بأن أهل الدار أولى بدارهم. أما المستأجر بدولار السفارات فليذهب غير مأسوف عليه. ونجزم وفق قانون التناسب العكسي بين اليسار واليمين. بأن عودة الإسلاميين تعني خروج اليسار من المعادلة تماما سياسيا ومجتمعيا. أي: ما سلك الإسلاميون فجا إلا سلك اليسار فجا آخر. وخلاصة الأمر رسالة لقحت نضعها في بريد العقلانية إن كان لهم عقل أصلا. ليس عيبا أن تجلسوا في روضة الإسلاميين (وليس جامعاتهم أو مراكز بحثهم أو معاهدهم العليا) لأن تلك أكبر من عقلكم الطفيلي. لكي تتعلموا ألف باء السياسة. لقد بهر الإسلاميون العالم في ترتيب الخروج من الفخ الداخلي والإقليمي والدولي بسلام وفق نظرية الحمدوك (سنعبر وننتصر).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٢/١٠/٣