عندما تدافع عنا سفارة روسيا من صلف السفير الأمريكي!!

– هل أخطأ الرئيس السابق البشير حينما طلب من الرئيس الروسي بوتين الحماية من أمريكا بسوتشي في آخر لقاء بينهما بثته وسائل الإعلام عن قصد أو عن غفلة؟؟!

– حينها تحدث البشير لبوتين طالباً منه الحماية بإقامة قاعدة روسية في البحر الأحمر.. وهذا ما عجل برحيل البشير من الحكم..

– انتقد معارضو البشير وقتها هذه المطالب وعدوها خوفاً وهلعاً لا يليق..
– يبدو أن البشير قد صدق وكذب المرجفون.. وسفير أمريكا الجديد جون جودفيري يثبت براءة البشير ..
– ليست خفية عصا وجزرة أمريكا.. تلك السياسة التي تروض بها أمريكا دول العالم وترفعها وتخفضها حينا بعد حين في وجه السودان ..

– ساندت واشنطن البرهان في قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر.. هل نسي الناس اجتماع مولي في الرابع والعشرين من أكتوير قبل يوم من قرارات البرهان!!
لم تنتقد أمريكا قرارات البرهان مطلقاً إلا إشارات مكرورة وباردة مرة بعد مرة عن الحكومة المدنية والفترة الانتقالية ..

– هل تريد أمريكا أو ترغب في مصلحة السودان؟؟ .. بالطبع لا .. وهي التي عاقبت الشعب السوداني لا حكومة الإنقاذ لما يقرب من ثلاثين عاما.. وهي تعلم ماذا تفعل..

– آخر ألاعيب أمريكا هي أن يهبط مطار الخرطوم قبل نحو شهر سفيرها المعين في عهد البرهان بعد غياب لمدة خمسة وعشرين عاما!!

– هبط جون جودفيري مطار الخرطوم من الطائرة وفي يده ثلاث شنط حتى تفاجأ مستقبلوه بهذا السفير الغريب.. هبط وكأنه تاجر شنطة لا سفير.. وأظنها رسالة لإفساد استقباله بشكل رسمي ..
– بعد يومين ذهب إلى قصر (غوردون) واستقبله البرهان ببزته العسكرية مقدما أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة (لا انقلاب ولا يحزنون)!

– هل انتهى هنا دور جون جوديفري في ضرب السودان؟؟ بالقطع لا .. للقصة بقية ..
– بعدها غادر البرهان إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وخاطبها هناك من مقرها بتأشيرة أمريكية VIB .. هنا قامت قيامة “قحت” ولم تقعد..

– المرحلة الثانية لضرب السفير الأمريكي للسودان وهو الشاهد على ضرب (بغداد وبيروت وطرابلس ودمشق) هذه هي العواصم التي عمل فيها جون جوديفري .. المرحلة الثانية هي حواره مع الصحافي عثمان ميرغني.. ترى ما الخطير الذي قاله جون لعثمان!!

– وعثمان ميرغني يحب سفراء الغرب وأمريكا والاتحاد الأوروبي .. وينادي بسيادة السودان وينظر في موارده وما يجب أن يكون عليه!! لكن عثمان لا يرى حرجا في أن يفتح صحيفته لسفير دولة يقلل من شأن وسيادة بلده ويحاوره بنفسه بكل سرور..

– مارس السفير الأمريكي الغطرسة و(قلة الأدب) في حوار عثمان .. رد على تصريحات العميد أبوهاجة قائلاً: إن مشاركة البرهان في اجتماعات الأمم المتحدة لا تعني أن صفحة الخلافات مع الغرب قد طويت.. وهاجم روسيا وتدخل في علاقة السودان معها، وتحدث في أمور سيادية لا تخصه كالمنشأة البحرية الروسية في السودان .. وتجرأ ليفتي في مبادرة ما تسمى بنقابة المحامين التابعة (لأربعة طويلة) واصفاً إياها بأنها مقترح جاد!! تخيلوا هذا هو السفير الأمريكي الذي كان قبل أسبوع مهذبا ولطيفاً!!

– للأسف لم ترد حكومتنا على عهر السفير الأمريكي ولم تطلق خارجية علي الصادق لسانها لحفظ كرامة بلادها .. ولكن جاء الرد من السفارة الروسية في الخرطوم التي وصفت تصريحات السفير الروسي بالسخيفة ذات المصادر المشبوهة ووصفته بقليل الخبرة والسطحي والمتعالي.. ورفضت سفارة روسيا تهديدات وإنذارات السفير الأمريكي للخرطوم.. نعم هذه تصريحات سفارة روسيا دفاعاً عن السودان وليست خارجية علي الصادق !!
– نعم وصل الهوان بالخرطوم أن تتصارع السفارات فيها بين مهاجمة ومدافعة والخرطوم المسكينة صامتة!!!

– باختصار يلعب السفير الأمريكي دوره بامتياز .. ثبت البرهان وأبعده مسافات من قحت وبعد أن تجاوزها البرهان .. استدعت السفارة عثمان ميرغني لهذا الحوار المقزز لتعيد الأزمة السودانية لمربعات سابقة حتى لا يمضي البرهان للأمام.. هذه سياسة أمريكية وليس “هبل واستعباط” من سفيرها..

– لو كانت في السودان حكومة جادة وحرة لما بات جون جودفري ليلته هذه في ضاحية سوبا حيث سفارته الممتدة هناك ولغادر الخرطوم بطائرة مستعجلة .. ولكن هذا مستحيل للأسف..

محمد أبوزيد كروم

Exit mobile version