واكد أن إدارة المرافق الاستراتيجية لديها الكوادر الجاهزة لسد الفراغ الذي يحدث في حالات الاضراب الشامل والضرورة القصوى)، ويستبطن حديث اللواء خالد (بين القوسين) مساعيهم لافشال اضراب العاملين بالكهرباء بالاستعاضة عنهم بكوادر كتيبته الاستراتيجية، وأنها ستكون الترياق المضاد لأية اضرابات أخرى، وحتى لا يشطح سعادة اللواء ويبيع الأماني الخلب لقياداته الانقلابية، نعيد له حكايات الكتائب الاستراتيجية السابقة، خلال عهدي مايو والانقاذ، اللذين لم تغني كتائبهما الاستراتيجية عنهما شيئا.. كان أول ظهور لما يسمى بالكتائب الاستراتيجية خلال عهد مايو، ففي أخريات سني حكمه أنشأ النميري رحمه الله كتيبة أسماها الاستراتيجية، وحاول النميري دون جدوى إحلال هذه الكتيبة محل موظفي وعمال ومهندسي السكة الحديد، وذلك بوهم كسرهم وإضعافهم أو بالاحرى سحقهم، فيتخلص بذلك منهم ومن إضراباتهم التي أقلقت مضاجعه ليستمتع بحكم هادئ ونوم هانئ، ويصف أحد قيادات مايو تلك الكتيبة بأنها مجموعة عسكرية تتشكل من كل أفرع القوات المسلحة، مدخرة لليوم الأسود، ومهمتها أن تحمي المنشآت الحساسة إذا حدثت أي إضرابات في البلد.. مثلاً الكهرباء والبوستة ومرافق المياه والإذاعة والبنوك وغيرها، ويضيف بل لها مهام أكبر من ذلك إذا حدث إضراب عام..ولكن هيهات فقد ذهب نميري وذابت كتيبته الاستراتيجية وبقى البرادين والخراطين والمحولجية وبقيت السكة الحديد رغم الضربات التي تلقتها..ثم جاءت سيئة الذكر الانقاذ وحذت حذو مايو، ولا غرابة فكلاهما نظامان شموليان قابضان، وعلى درب مايو مضى الانقاذيون فأنشأوا أيضا كتيبة استراتيجية، وحددوا أهداف هذه الكتيبة في سحق المعارضة وافشال أية اضرابات مهنية، ولكي يمايزوا كتيبتهم عن كتيبة مايو اسموها (المرؤة)، وعرفوها بأنها كتيبة إسناد مدني وأن قوامها يتألف من أطباء ومهندسين وفنيين إلى آخره، وفي معرض تفاخره وتنبره بهذه الكتيبة عند تدشينها، قال أحد متنفذي النظام البائد، أننا بهذه الكتيبة سنسحق المعارضة وسنقابلها بصدور عارية، وكل من يقف أمامنا سنسحقه سحقا، وإن من يريد أن يواجهنا فصدورنا جاهزة وعارية من ملابسنا ومستعدون لمواجهة من يريد أن يضعف قوتنا وسننتهي منه على الأرض، وان المؤتمر الوطني كفيل بسحق أي قوى على الأرض تسعى لإضعافه والوقوف أمامه، بينما قطع المتنفذ الانقاذي الأكبر نافع علي نافع بأن هذه الكتيبة الإستراتيجية، (تنفر ولا تصلي العصر إلا عند بني قريظة)،ولا ندري لماذا العصر وليس الصبح مثلا، أما كاتب الانقاذ الأشهر ومماليئ الانقلاب الأكبر اسحق فضل الله، قال أنها كتيبة بها كل ما يدير الدولة في كل مهنة وفيها ما يكفي ليدير الوزارات من موظفين، وفيها الاطباء والنجار والسباك بل وحتى اهل الرقص الشعبي.. ولكننا نقول ما أشبه كتيبة اللواء خالد بتينك الكتيبتين الاستراتيجيتين، كتيبتي مايو الآفلة والانقاذ البائدة، ولن يكون حظها بأفضل من حظ سابقتيها، فاذا وقعت الواقعة فلن تحوشها يومئذ كتيبة إستراتيجية ولا جيش عرمرم والتاريخ الحاضر يشهد ويؤكد واللهم هل بلغت فأشهد..
صحيفة الجريدة