دخلت البلاد في عُزلة جديدة بعد عزلة دولية وسياسية واقتصادية ، وذلك عندما أظلمت الخرطوم ووجد الناس انفسهم يعيشون في ظلمة و غسِق حالك عاشت فيه عدد من المدن في الخرطوم حيث كان امس الأول يوما صعبا وقاسيا تسبب في شلل الحياة اليومية وكان تأثيره على المواطن السوداني أكبر من غيره بالإضافة على أثره على القطاعات الصناعية والإنتاجية لذلك أخطر مايواجه المواطن هو ان تقف حكومته متفرجة ويُحرم شعبها من ابسط مقومات الحياة عُزلة العجز التام ، وقد لاتكفي الرواتب لتغطية الاحتياجات الضرورية في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وفوضى السوق التي خرجت عن سيطرة الحكومة . لكن النظام الإنقلابي هو من يعمل على مضاعفة هموم المواطن فعدم إيفاء الحكومة بوعدها الذي قطعته بزيادة المرتبات للعاملين فبعد ان وعدت اخلفت بوعدها الأمر الذي جعلها تُخنق بحبل الإضراب، الذي للاسف دفع ضريبته المواطن كالعادة ، فهذا الاضراب الذي جعل مكتب البرهان يظلم كان فضيحة لهذه الحكومة الانقلابية ولو استمر لخلف خسائر فادحة ، لكن الحكومة انتبهت ان هذا الظلام كشف عورتها فاستجابت ، وأضاءت الخرطوم بعد اتفاق مع لجنة الهيكل الراتبي بقطاع الكهرباء ، التي اعلنت أمس عن تعليق إضراب العاملين بالقطاع بعد التوصُّل إلى حلول مُرضية وفق ما اوردت صحيفة السوداني . وفي بيان لها امس اكدت اللجنة أنها على علم بما حدث من عنت بسبب القطوعات والاعطال المتواصلة والمتراكمة وقالت ” لكن صدق قضيتنا وعدالتها ليس من بينها تحميل المواطن المسؤولية، فأساس وظيفتنا ودورنا هو للمواطن ومن أجله، بالاضافة لسلامة العاملين واستقرار الشبكة ، والملاحظ ان الشعب السوداني لم تخرجه كتائب الظل التي قالت عنها قيادات المؤتمر الوطني ان هذه الكتائب ليست مهمتها قتل الشعب وانما مهمتها عندما تحدث اضرابات في البلاد تقوم هي بتنفيذ المهام بدلا عن المضربين وأظلمت الخرطوم ولم نر كتائب الظل ، والسؤال لماذا ؟ الاجابة لأن هذه ليست مهمتها ، لكن ( حبل الكذب قصير ) . وسلاح الإضرابات هو السلاح السلمي لانتزاع الحقوق ، الذي سيهزم سياسة الحكومات الظالمة التي لاتعير المطالب إهتماما إلا بعد ان تخسر وبعد ان تجعل شعوبها تعاني ، فالجلوس مع العاملين في الكهرباء كان يتم في اول ساعة من الاضراب لتجنب ماترتب عليه من سلبيات واضرار لحقت بالمواطن المغلوب على امره في الوقت الذي ماكان هذا يكلف وزيري الطاقة والمالية ( جرة قلم ) . واكثر مالفت نظري في بيان لجنة العاملين بالكهرباء امس ان لجنتهم اشارت إلى أنها تعلم نوايا من وصفتهم بأصحاب الغرض في امتطاء قضيتهم لصالح أجندة أخرى غير حقوقهم المطلبية، وقالت و “تمسكنا بحقوقنا لن يضعنا في موقف السذاجة والاستغلال وتضييع مكتسباتنا“ . هذه قضيتكم ومن حقكم ان تطالبوا بحقوقكم لكن الشعب السوداني قادر على ان يقوم باضراب سياسي واضح لاريب فيه ولاشك ولاعلاقة له بمرتبات او حوافز يمكن أن يحدث ذلك في عدة قطاعات مختلفة لهزيمة هذا الانقلاب الغاشم فهذا الشعب ليست بحاجه لإستغلال قضية احد لكي يوصل صوته ، فكم من اضرابات سياسية كانت ناجحة حققت مطالبها وعملت على تغيير الخارطة السياسية لذلك ان خيار الإضراب والعصيان المدني خيار سيلجأ له الشعب لتحقيق غايات الوطن لمحو اثار هذا الانقلاب هذا سيحدث في النور او في الظلام فخريف الاضرابات والعصيان المدني سيبدأ ليوقف الخطر القادم على البلاد بسبب هذا الانقلاب الذي ان استمر لشهر واحد سيدخل البلاد في ازمات أخطر من التي مرت عليها عندها لاتفيد حلول البرهان المتشابهة في تكوين مجلس سيادي او تشكيل حكومة ، لأن الحل ليس بيد البرهان وكل الحلول التي تطرح على طاولة انقلابه باطلة . طيف أخير: غدا ستشرق الشمس ، فالله لم يجعل الليل سرمدا
صحيفة الجريدة