حوار السفير الأمريكي في السودان جون غودفري مع صحيفة التيار يؤكد على عدة جوانب، قرأت الحوار كاملا من الصحيفة عدد اليوم الثلاثاء، والحوار أجراه السيد عثمان ميرغني مع السفير بنفسه، وهذه فرصة لا يفرط فيها عثمان ميرغني لأحد الصحفيين الشباب من الموظفين عنده، فهو رجل محب لأمريكا منذ التسعينات، وصحفي صاحب آراء طريفة وعجيبة يظنها هو في غاية الذكاء.
السفير الأمريكي جاء لغرض أساسي وهو: أن يحفظ مصالح الأمريكان في نوع محدد من الإنتقال الديمقراطي، تعليقات قبل تعيينه من خبراء أمريكان من مراكز دراسات ذكروا أن أمريكا يجب أن تبدي حماسا تجاه عملية الإنتقال الديمقراطي في السودان وتحافظ على مصالحها.
في تعليق طريف ذكرت (نيكول ويدرسهايم) وهي موظفة سابقة في الUSAID وفي مجلس الأمن القومي الأمريكا، ذكرت أن أمريكا بعدم تعيينها لسفير فإنها لا تعطي الاهتمام الكافي للإنتقال الديمقراطي في السودان، وضربت مثل بأن ثورة ديمقراطية لو قامت في كوبا ستعين أمريكا سفيرها هناك.
الغاية الرئيسية والعنوان العريض للسفير الأمريكي هو إذن: حراسة إنتقال ديمقراطي يخدم مصالح أمريكا، وفي هذا الحوار تحدث السفير عن جوانب رئيسية تعكس طريقة أمريكا في النظر للعملية السياسية في السودان:
١- دعم مشروط للجيش، فعليه عدم المساومة في قصة القاعدة الروسية مقابل عدم تشديد الخناق عليه.
٢- دعم كبير لقوى مدنية ليبرالية، وتحديدا يتمثل ذلك في دعم امريكا عبر الUSAID لمايعرف بالمجتمع المدني في السودان، وهناك أموال أخرى قادمة بجانب التي صرفت حتى الآن. وبالتأكيد التركيز على هذا النوع من القوى الفاعلة يعكس استراتيجية الأمريكان في حصار القوى السياسية المؤدلجة والوطنية الكلاكسيكية.
٣- دعم لقحت ومبادرتها ولكن بشرط أن تتحرك قحت بشكل أكثر مرونة يضمن توافقا شكليا، وهذا بالضبط ما تسعى قحت لفعله عبر توسيع شكلي فوقي مع بعض تنسيقيات اللجان، ومع قوى محسوبة على جناح محدد في الشعبي.
٤- العمل على ضغط الجيش لقبول هذه التسوية وتعيين حكومة مدنية وفق إطار مبادرة المحاميين تبع قحت، والضغط بورقة الذكرى السنوية ل٢٥ أكتوبر.
وفق ما سبق فإن المطلوب كالآتي:
١- لا يجب ربط إعلان حكومة مدنية ناتجة من التوافق بذكرى ٢٥ أكتوبر بعد شهر، من الواجب أن يتم تعيين حكومة بعد توافق معقول حقيقي، ويفضل بالنسبة لي أن تعلن بعد ٢٥ أكتوبر.
٢- على القوى الوطنية الانتباه لاستراتيجية السفير الأمريكي، فالرجل جاء ليحرس نوع معين من الإنتقال الديمقراطي، لذا عبر العملية السياسية الداخلية يجب أن يعرف هذا الرجل الروح الوطنية السياسية الحقيقية.
٣- الضغط بخطوات عملية مع السفير الروسي ومسألة القاعدة، والغاية أن تصل الرسالة واضحة للسفير الأمريكي، براغماتيا يجب عليك ألا تضع الشروط دون مقابل، وتكتفي بدورك المهم في الظل، وتكون هادئا متحفظا low profile في العلن.
هشام الشواني