بقلم – التاج بشير الجعفري
تحِلُ الذكرى السنوية للإحتفال باليوم العالمي للسِياحة هذا العام، والذي يُصادِف السابع والعشرين من شهر سبتمبر في كل عام، والدول قد قطعت أشواطاً مقدرة في العودة بالأنشطة السِياحية واستقبال السِياح من الخارج في إطار جهودها الساعية للتعافى التام من التأثيرات السلبية التي أحدثها “الإغلاق” الذي فرضه تفشي وباء (كورونا) في الفترة من مارس 2020 وحتى نهاية العام 2021، عندما بدأت الأنشطة وحركة السفر والتنقل في العودة تدريجياً منذ بداية العام الحالي.
فالسِياحة كنشاط إنساني تتيح للسِياح والزائرين التواصل والتعرف على حضارات وتقاليد الشعوب الأخرى وثقافتها من كل أنحاء العالم .. حيث يتعرف السِياح والزائرين على السكان والمعالم الأثرية والتاريخية وكذلك الوجهات السِياحية التي تنتشر في العديد من دول العالم؛ وبذلك فالسِياحة تُشكل نافذة يُمكن من خلالها للسائح والزائر التعرف على أنماط وعادات وتقاليد الشعوب من مختلف الدول مما يقوي أواصر العلاقات الإنسانية ويُعزز سبل التعايش السِلمي بين بني البشر.
كذلك يؤدي هذا التمازج من خلال الرحلات والزيارات للمناطق الأثرية والوجهات السِياحية إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة في أذهان البعض فيما يخص بعض الشعوب والمناطق في العالم؛ وهذا لعمري ما يحتاجه عالمنا المليء بالحقد والفقر والأنانية والكراهية وعدم قبول الآخر.
وهذا العام تنطلق إحتفالات البلاد بهذه المناسبة العالمية من مدينة القضارف “حاضرة الشرق الحبيب” غداً الثلاثاء السابع والعشرين من الشهر الجاري والبلاد عامة و”قضارف الخير” بصفة خاصة – كما في كل عام – تلبس حلة خضراء زاهية وتلهج ألسِنة أهلها شكراً وحمداً لله سبحانه وتعالى على نعمة الأمطار والخريف؛ كما تملؤهم الثقة والإيمان أن يمُن الله تعالى عليهم بالخير الوفير من موسِم الزراعة الحالي.
ونحن كذلك يحدونا الأمل أن تكون إحتفالية (يوم السياحة العالمي) هذا العام بداية حقيقية لسلسلة من المواسِم السِياحية الناجحة والتي نتمنى أن تزدهر وتنمو من خلالها “سياحتنا الداخلية والخارجية” وأن تصبح بلادنا من أهم الدول في استقطاب السياح والزائرين الذين يحرصون على زيارتها لمشاهدة معالمها السِياحية والأثرية والاستمتاع بطبيعتها ووجهاتها السِياحية المتفردة.
ولا جدال في أن الشعب السوداني من أميز شعوب الأرض في حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة والشهامة وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لضيوفه من كل أرجاء العالم؛ وهو ما يجعل من هذه الخصال الفريدة ميزة تفضيلية “حصرية” للشعب السوداني الكريم.
كل الأمنيات أن يكون الإحتفال باليوم العالمي للسِياحة هذا العام بداية موفقة لعهد جديد لهذا القطاع الإقتصادي الهام حيث يمكن أن يوفر الكثير من الوظائف وفرص العمل؛ وحتى تتمكن بلادنا من أخذ مكانتها التي تستحقها وينبغي أن تحوز عليها بين “الدول السياحية” في العالم وذلك لما تمتلكه من المعالم التاريخية والأثرية النادرة والمقاصِد السياحية المتفردة.
.🔹
صحيفة الانتباهة