:: السقنقور، كائن يعيش في أستراليا، تحت الأحجار وجذوع الأشجار، ويتميّز عن كل كائنات الأرض بالسلوك المزدوج في عملية الإنجاب.. نعم، لقد توصل العلماء الى أن أنثى السقنفور تلد وتبيض، حسب الزمان والمكان والمناخ.. تلد حين تتواجد في المناطق الجبلية، وحين يكون الطقس بارداً.. وتبيض في المناطق المنخفضة والسواحل، وحين يكون الطقس دافئاً..!! :: ولو تفرغ هؤلاء العلماء لدراسة خصائص السياسة وأحزابها وكوادرها بالسودان، كما درسوا خصائص الكائنات وأطوارها وسلوكها، لوجدوا من الأحزاب والشخوص في بلادنا ما تتميز بذات سلوك ( السقنقور)، أي بالسلوك المزدوج في عملية إنتاج المواقف السياسية، وذلك بالقدرة على طرح الموقف ونقيضه، حسب الزمان والمكان والمناخ..!! :: على سبيل المثال، أعلنت هيئة شورى المؤتمر الشعبي عن رفضها لمشروع الدستور الانتقالي الذي أعدته – أو ترجمته – لجنة نقابة المحامين، وقال البيان الصادر عن شورى الشعبي بالنص: (نرفض هذه الوثيقة التي لا تعبر عن عقيدتنا، ولا عن وجداننا، ولا عن تاريخ بلادنا، وندعو كل الأحزاب لإدانة مشروع دستور السفارات، والعمل صفاً واحداً لمجابهة التدخلات الخارجية ومحاولات الإقصاء)..!! :: ذاك موقف الشعبي المعلن قبل أسبوع.. ولكن بالأمس، وصف كمال عمر مشروع الدستور بأعظم الدساتير التي جاءت بعد أكثر من ثلاثين عام حقبة النظام البائد، وأن هذا المشروع تمت صياغته بموافقة عدد من القوى السياسية، وبعض أعضاء لجان المقاومة، وأسر الشهداء والناشطين، وأن بنوده منضبطة ( قانونياً)، وعلى جميع القوى السياسية أن تعض عليه بالنواجذ..!! :: كمال عمر المدافع عن مشروع دستور نقاية المحامين لحد الوصف بأنه أعظم دساتير المرحلة التي يجب العض عليه بالنواجذ، يشغل موقع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الذي يطلق على ذات المشروع وصف (دستور السفارات).. هذا حال المؤتمر الشعبي، كما ذاك الكائن، يلد في دار الشورى حين يكون المناخ (إسلامياً)، ويبيض في دار المحامين حين يكون المناخ (علمانياً)..!! :: الحركة الشعبية قطاع الشمال، رغم أنها حديث عهد بالسياسة وقواعد التنظيم السياسي، لم تحتمل تمرد نائب رئيسها ياسر عرمان على مواقفها السياسية، وأصدرت بياناً صاخباً وغاضباً ضد نائب رئيسها، ثم قررت (المفاصلة) بالتي هي أحسن، فذهب عرمان إلى المجلس المركزي لقوى الحرية قيادياً، ليبقى الانضباط التنظيمي في الحركة الشعبية جديراً بالاحترام..!! :: ولكن يبدو أن قواعد الانضباط بالمؤتمر الشعبي (انبشقت)، بدليل أن أمينه السياسي يدافع ويرعى وثيقة لا تعبر عن عقيدة وتاريخ الأمة، حسب وصف الحزب.. وإن لم يكن كذلك، فما الذي يمنع الشعبي عن تقرير مصير كمال عمر، بحيث يكون قيادياً ملتزماً بمواقف الحزب أو يذهب إلى القوى الحرية (قيادياً) وناطقاً رسمياً، ليتفرغ الناطق الحالي – جعفر حسن – للسفارات..؟؟
صحيفة اليوم التالي