محمد طلب يكتب: مصر المؤمنة بأهل الله والعلم وجسور العبور (7).. (مُراح الكدايس 2)
مراح الكدايس وتلك السيدةالمصرية الفاضلة رحلوا بي إلى آفاق ارحب وجعلوني أعقد بعض المقارنات والحالات الإنسانية وارتباط الإنسان بالحيوان، وسألت نفسي لماذا ارتبطنا نحن بـ(غنمي ترعى وسط المرعى) وتركنا (لي قطة صغيرة سميتها سميرة تنام بالليل معي وتلعب بأصابعي) رغم أن (بخت الرضا) قررت كليهما علينا في الصف الثاني الإبتدائي وما زلنا نحفظهما حتى بعد أن تخلينا عن كليهما بعد أن ارتبطنا بالغنم لفترةٍ طويلة ثم بعناها نظير السيراميك…
ويبدو لي أننا نحن (المصلحجية) وليس غيرنا فماذا نجني من (الكدايس) غير (الخربشة)… ولعلي هنا أفتح أبواباً التأمل والاستغراق للقارئ الكريم… وحتى لا يذهب سوء الظن ببعضنا بعيداً فيقول إنها تربية للقطط الغرض منها (ملوخية بالأرانب)..
إن علاقة هذه السيدة بهذه القطط علاقة فريدة ترتبط بعاطفة وحس إنساني عظيم يقودنا إلى كثيرٍ من الأسئلة التي ربما تحتاج لبحوث عظيمة لا أصلح لها بما أنني من ناس (قريعتي راحت) لكني ربما أفتح باباً لمن يمر من هنا للتسلية أو بالصدفة..
فالشيخ البرعي رضي الله عنه هو من دفعني بقصيده نحو مصر بعد أن منعتني عنها أفلامها العربية وزملاء (زي الزفت) لزمان مديد فوجدتها حقاً مؤمنة بأهل الله والكثير المثير..
هذه السيدة الستينية وعلاقتها الرائعة مع تلك الكائنات تقود إلى تفكير عميق في علاقة الإنسان بالحيوان وهل هناك شعور متبادل بينهما أم أنه (حب من طرف واحد) كما تقول الأفلام المصرية…..
أخذني هذا المنظر مباشرةً نحو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه الذي كان اسمه قبل الإسلام (عبد شمس بن صخر ) وأسماه النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن) بعد الإسلام وسُمي أبو هريرة “رضي الله عنه” بهذا الاسم لحبه للقطط لدرجة أنّ هرةً صغيرةً كانت تلازمه أينما ذهب وكان عطوفاً عليها يطعمها ويسقيها، والملاحظ أنهم استخدموا صيغة التصغير (هريرة) لغرض من الأغراض المعروفة للتصغير وهو التدليل ومن منا نحن المسلمين منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا لا يعرف أبا هريرة أو لا يحبه وقد دعا له رسولنا الكريم بذلك الحب…. وحب القطط عندنا مربوط بحديث يقول (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)..
الآن كثير من الاسئلة تتزاحم على (دماغي المجلوط أصلاً) وأولها لماذا يقولون (الزول دا عندو كديسة)، ما علاقة الكدايس بهذه الأدمغة؟؟؟؟
أما الأسئلة الكبيرة فتقول هل كانت الحيوانات موجودة بالجنة مع الإنسان؟؟ أما أنها كائنات كانت موجودة بالأرض أصلاً أم أنها خُلقت بعد نزول الإنسان للأرض لخدمته؟؟ أم أن فكرة أن الإنسان نفسه لم يكن كائناً أرضياً تحتاج لإعادة القراءة والتأمل!!!!!..
نجد أن القرآن الكريم بعد الفاتحة بدأ بسورة باسم حيوان وهي سورة (البقرة) ثم خُتم بسورة (الناس) وبينهما سور أخرى بأسماء (الحيوانات) وسورة واحدة باسم (الإنسان) فنجد الفيل والعنكبوت والنمل والنحل وربما العاديات (دون ترتيب)، أما الأنعام فهي تشمل الضأن والماعز مع الابل والبقر (ثمانية أزواج) كما جاء بالقرآن الكريم.
ومن العجيب أن كلام القرإن الكريم عن لبن الأنعام وخروجه من بين (فرث ودم) لم يرد في سورة الأنعام بل كانت (العبرة) في سورة النحل (إِنَّ لَكُمْ فِى ٱلْأَنْعَٰمِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيْنِ فَرْثٍۢ وَدَمٍۢ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِّلشَّٰرِبِينَ)..
وكلام القرآن عن الإبل جاء في سورة (الغاشية) ولم يرد في (الأنعام) كما نتوقع “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”..
والملاحظ أن معظم السور أعلاه- (البقرة، النمل والعنكبوت) تبدأ بالحروف المقطعة تم تتحدث عن- (الناس) وقضية الإيمان والكتاب، أما سورة الإنسان فأمرها غريب (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا)، والمساحة المتاحة ربما لا تسمح بالاسترسال لكنها مجرد خواطر من مصر المؤمنة بأهل الله وهي دعوة لمراجعة الكتاب وتأمله كل بما وهبه الله من علم وفوق كل ذي علمٍ عليم.
سلام
صحيفة الصيحة