بأحرف أولى، أبدت هيئة سكك حديد السودان، الموافقة على استئناف حركة النقل السككي بين السودان ودولة جنوب السودان ، لنقل البضائع والمنتجات والسلع المختلفة بين البلدين، وتسلمت هيئة سكك حديد السودان، أمس الأول في اجتماع مشترك رؤية من قبل الغرفة التجارية بولاية الوحدة، في دولة جنوب السودان، حول تفعيل حركة خطوط السكة الحديد لنقل البضائع وتبادل المنافع الاقتصادية بين الجانبين.
إشارة خضراء
وشدد مدير عام سكك حديد السودان، وليد محمود ، على جاهزية واستعداد السكة الحديد في تنشيط حركة النقل، مع دولة جنوب السودان عبر ثلاث نقاط ، بالنقل إلى كوستي وتقديم خدمة متكاملة مع النقل النهري، وعبر بابنوسة إلى المجلد ، ثم خط الدبيبات إلى ولاية الوحدة .
وقال محمود، إن خطوط السكة الحديد موجودة مع دولة جنوب السودان، وهذا الاجتماع يناقش الحاجة والامكانات والمعوقات، وايجاد الحلول لتقديم خدمة نقل بكفاءة تحقق مصالح البلدين، مؤكدا الرغبة في تنفيذ عمل مشترك ، موضحا ان الهيئة ستستعرض الرؤية مع الجهات المختصة ، للمضي قدما في مقترحات استئناف حركة النقل السككي ، لافتا الى ان الهيئة آليا لديها قدرة نقل من مدن بورتسودان وعطبرة والخرطوم والمجلد، ومن إكمالها بالنقل النهري للدخول الى دولة الجنوب ، وذكر ان الدولة حاليا تواجه قيود توفير التمويل، للمشاريع المطروحة، داعيا حكومة الجنوب للدعم والمساعدة، لتنفيذ اعمال الصيانة والتأهيل للخطوط والبنى التحتية الموجودة، مشيرا الى ان النقل السككي يتميز بقلة التكلفة والأمان والنقل بحمولات كبيرة.
إمكانات وجاهزية
قال نائب مدير عام البنى التحتية بالهيئة، موسى القوم، ان هناك خط ربط موجود مسبقا مع دولة جنوب السودان، كذلك توجد خطة مستقبلية، تستهدف بورتسودان نيالا ، انجمينا بحمولات ،مضيفا انه بعد انفصال الجنوب ، صار الخط يعمل حتى منطقة الميرم ،كذلك خط بابنوسة حتى المجلد، وزاد يمكن تسيير القطارات عليه بترتيبات بسيطة جدا ، اما المحور الثاني منطقة كوستي وهي تعتبر ملتقى لوسائل النقل البري والنهري والسككي، يمكن الاستفادة من هذه الميزة في الوقت الراهن ، مبينا ان الدراسات موجودة لتأهيل الخطوط، متطلعا ان تكون الفترة المقبلة ذات (تلاحم وانطلاق)، لإعادة تشغيل خطوط السكة الحديد، وان الامر ليس صعبا، مشيرا الى ان هناك لجنة للمعابر برئاسة وزارة التجارة ، وضعت تصورا كاملا من اجل تنشيط حركة التجارة بين دولتين، متطلعا لتنشيط عمل اللجنة لاستغلال الميزات التفضيلية لميناء كوستي.
اكد نائب مدير الشؤون المالية عبدالحميد احمد ، الاستعداد وتسخير الإمكانات لازالة كل المعوقات خلال الفترة المقبلة ،مؤكدا اهمية تنشيط حركة التجارة والنقل مع دولة الجنوب عبر السكة الحديد، لانها تتميز بتقليل الساعات والتكلفة إلى جانب الأمان لضمان وصول البضائع ، وقال ان السكة الحديد مثلت ،خلال الفترات الماضية الناقل لكل انواع البضائع والمعونات ، وتعد محورا اساسيا في تسهيل حركة التجارة.
توجيهات ورغبة
واوضح رئيس وفد الغرفة التجارية بولاية الوحدة، مفيد خالد مأمون ، ان الغرفة تلقت توجيها من حكومة الولاية، لاستئناف حركة النقل مع السودان، وطرحت الغرفة رؤية ورغبة الجانب الجنوبي، لتفعيل حركة النقل والعبور، بين ولاية الوحدة مع حدود غرب السودان عبر السكة الحديد.
وقال ان نقل البضائع عن طريق البر ، تكلفته عالية ، بينما السكة الحديد تقدم هذه الخدمة بشكل أفضل ، وذكر ان هنالك خطا سككيا يربط مناطق، واو ، طيبة، الدبيبات ،الدلنج، خرسانة، واضاف: “دولة الجنوب في حاجة للبضائع والمنتجات والسلع الغذائية والمواد الاستهلاكية السودانية، وان مسألة توفيرها من السودان افضل وارخص، وتابع السلع والمواد المستوردة من دول الجوار الاخرى لم ينفع مع المواطنين ، لأنهم تعودوا على المذاق السوداني”،كذلك يستفيد السودان من عائدات النقل، وفي المقابل يمكن تصدير الاسماك والمنتجات الغابية والثروة الحيوانية، مشيرا الى وجود علاقات جيدة بين ولايتي الوحدة وغرب كردفان.
صعوبات ومكاسب
واعتبر امين العلاقات الخارجية بالغرفة، اونيل دانيال، ان افضل بوابة للجنوب هي السودان، ولكن هنالك صعوبات في السياسات والإجراءات تواجه حركة كل انواع النقل ، وقال ان مواطن الجنوب يأتي ويجلب (عملة صعبة) ولكن يجد صعوبات في التعامل،مما اضطر العديد من التجار يتوجهون الى دول أخرى ، و أفاد ان هذا الاجتماع بغرض وضع الأمور في طريق السير الصحيح، مشددا على ان التوافق بين الجانبين يحقق فوائد ومكاسب ومنافع كثيرة للاعبين.
وقفة إخوان
واكد امين العلاقات الاجتماعية امنيقو مشار، ان أقرب منطقة ربط بين دولتي السودان وجنوب السودان هى ولاية الوحدة، وقال ان الغرفة طرحت مبادرة تنشيط النقل السككي، تمهيدا للوصول لاتفاقية نهائية خلال الفترة المقبلة، بغرض تبادل المنافع والمصالح، خاصة ان قطاع السكة الحديد لايكلف كثيرا ومشكلاته لاتقارن مع وسائل النقل الاخرى، ومضى قائلا إن دولة جنوب السودان في حاجة للمنتجات والبضائع السودانية، وزاد (نحتاج للملح)، والمطلوب الوقوف (معنا وقفة اخوان، لان المصلحة ان تشوف جارك القريب )، خاصة ان المواطنين بالجنوب( تعبانين من بضائع الدول الاخرى(
واشار امينقو ، الى ان الدراسات جاهزة لاستئناف النقل السككي وتبادل السلع والمنفعة معا.
حالة انتعاش
ونوه مدير التسويق بهيئة السكة الحديد، محمد نعيم ، الى وجود فرص للدولتين ومؤسساتهما، لتنشيط التجارة وتبادل المصالح المشتركة، وقال ان السودان يستطيع تقديم خدمة نقل متكاملة مع النقل البري والنهري ، لافتا الى ان سكك حديد السودان تشهد حاليا ،حالة ” انتعاش” باستيراد حوالي ٢٧ وابورا ، مع ترتيبات لتوسيع وزيادة حجم المنقولات للوارد والصادر ، داعيا للتنسيق وانجاز هذا العمل، مبديا استعداد الهيئة ومد اقصى درجات العون والمساعدة ،لدولة جنوب السودان.
قطار الوحدة
وامن تجار دولة جنوب السودان ، على فعالية النقل السككي ،موضحين ان هنالك خط الدبيبات ،خرسانة ، الوحدة ،ثم خط المجلد هجليج ، يمكنهما تقديم خدمة نقل متكاملة، وتستطيع دولة جنوب السودان ان توفر كل الاحتياجات والبضائع من السودان، بكل يسر لمواطنيها بتكلفة اقل وجودة ، مقارنة بالسلع المستوردة من دول أخرى.
الوابورات الجديدة
البلاد استقبلت خلال الفترة الماضية دفعتين من الوابورات بعدد ٣٠ وابورا ، لتأهيل السكك الحديدية وصلت البلاد في العاشر من اغسطس الماضي، من جملة (34) وابورا ، تم توريدها من الصين بتكلفة ٥٠ مليون يورو ، عبر شركة (زيانغ) الصينية.
وتعد هيئة سكك حديد السودان من أطول الشبكات الحديدية بإفريقيا إذ يبلغ طول خطوطها خمسة آلاف وثمانمائة كيلو متر، منها حوالي 4578 كيلومتر خطوط رئيسة .
وتفيد المعلومات، ان اول خط سكة حديد تم إنشاؤه بالسودان. كان في عهد الحكم التركي المصري للبلاد في عام 1875 وبدأ الخط من حلفا شمال السودان، و أدت الظروف الاقتصادية والسياسية آنذاك، إلى توقف العمل عدة مرات، واكتمل خط السكة الحديد وصولا إلى الخرطوم مرورا بابوحمد وعطبرة في عام 1899م ، وفي العام 1905 ولدوافع اقتصادية تم ربط، مدينة سواكن بالخط الرئيسي في عطبرة،
وفي عام 1909م تم إنشاء خط سكة حديد يربط بين مدينتي الخرطوم وودمدني ، وامتد الخط غربا وصولا لمدينة الأبيض ، وبعد ذلك تم إنشاء خط سنار – القضارف ، خط كسلا – بورتسودان وخط هيا – سنار.
صحيفة السوداني