الرئيس الفريق أول البرهان قام بزيارتين مهمتين، الأولى إلى لندن لحضور تشييع جنازة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، والتي حكمت المملكة المتحدة لمدة سبعين عاماً، وهذه الزيارة تتم بدعوة من الملك للمشاركين في تشييع الجنازة، ولكن الدعوة توجه لرؤساء دول ورؤساء حكومات لهم علاقة بالمملكة المتحدة سواء كانوا من دول الكومنولث أو من دول العالم ذات الصلة ببريطانيا، ولذلك الدعوات التي وجهت لدول ذات علاقة جيدة مع بريطانيا.
وهذه الزيارة أهميتها ليست فقط في تقديم واجب العزاء والمشاركة في التشييع، ولكن أهميتها في المُقابلات الجانبية بالوفود التي حضرت لهذه المناسبة.
وقد يقول قائل، بريطانيا دولة ديمقراطية لماذا تدعو غير الحكومات الديمقراطية.
أقول إنّ الديمقراطية هذه اهتمام داخلي لشعوب هذه الدول، ولكن هذه الدول الديمقراطية يهمها أولاً مصالحها مع الدول والمجتمعات خارج حدودها، ولذلك هناك وهمٌ لدى بعض النشطاء أن أوروبا وأمريكا لأنهم دول ديمقراطية يتعاملون مع الدول الأخرى بذات المعيار، ولكن هذا فهم خاطئ، لأنّ ما يهمهم ممارستها مع شعوبهم، أما مع شعوب العالم هي دعوة إن قبلت فمرحباً وخير وبركة، وإن لم تجد لا تكون محل مناحة أو شق الجيوب أو ضرب خدود المهم مصالحهم في النظام المعني، ولذلك كثير من الناشطين يعتقدون أن الدول الديمقراطية لا تقبل غير ذلك من الأنظمة. ولذلك يعتقدون أن ما يقوله لهم سفراء هذه الدول حقيقة، وخاصة تحريضهم لهؤلاء الساسة والناشطين وهم فقط مستغلو (كرباج)، يضربون بهم أنظمتهم ودولهم ليحققوا مصالحهم وأغراضهم أي هؤلاء (مغفلين نافعين)، وأغلب ساستنا وناشطينا، خاصة الذين (طالعين في الكفر هذه الأيام)، يخدمون أجندة هذه الدول بعلم أو بدونه، يعني ممكن يكونوا ما عملاء، ولكن (مغفلين نافعين) وخدام في بلاط هذه الدول، ويعتقدون أن هذه الدول واقفة معهم.
أولاً زيارة البرهان إلى الأمم المتحدة لحضور اجتماعات الدورة (77) للجمعية العامة للأمم المتحدة وهي دعوة روتينية تُوجّه إلى كل قادة الدول في العالم التي هي أعضاء في الأمم المتحدة، ولا تستطيع أمريكا منع أي رئيس دولة لحضور هذا الاجتماع، وذلك بموجب اتفاقية المقر، وموقع الأمم المتحدة يعتبر أرض دولة الأمم المتحدة، لا يجوز منع أي شخص من حضور فعاليات الأمم المتحدة من قبل دولة المقر حتى ولو كان ذلك الشخص ودولته ضد أمريكا، يمكن أمريكا أن تعاكس بالإجراءات، ولكن لا تستطيع المنع.
ثانياً هل زيارة البرهان وحضوره هذه الفعالية مهمة جداً، أهمية ذلك في الآتي: مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة وعرض حال وموقف ورأي دولته من قضايا محلية وإقليمية ودولية.
ثالثاً اللقاءات مع قيادات الأمم المتحدة، أمينها ومساعديه للاستفادة من ذلك لصالح السودان.
رابعاً الاجتماعات الجانبية واللقاءات مع بعض الوفود الحاضرة لهذا الاجتماع.
غاب السودان كرئيس رغم حضور السودان في المستوى الأقل لحوالي ثلاثين عاماً، ومهم جداً حضور البرهان لهذه الدورة.
خامساً هنالك كثيرٌ من الناشطين السياسيين من حكام اليوم مستكثرين على البرهان العسكري حضور هذه الدورة، لأنهم لا يفرزون بين النظام الحاكم وبين السودان الوطن، وهؤلاء الساسة هم الساسة حكام هذه الأيام أو التي مضت والتي تسعى للحكم قريباً.
البرهان في هذا الموقع يمثل السودان، ويخدم السودان، لا علاقة للأمر بصراعك الداخلي، واعتقد هؤلاء كرابيج لضرب السودان بهم لصالح هذه الدول التي تعمل في دعاية ضد السودان، ويستغلون في ذلك خدمة أجندات ومصالح هذه الدول يدرون أو لا يدرون.
إذن زيارة مهمة جداً لأنها تخدم مصالح السودان بالاجتماعات واللقاءات ومخاطبة الاجتماع، وهنالك أخرى من (وراء الكواليس) ننظر فيها بعد عودة الفريق أول البرهان.
نصيحتي لأبناء السودان الذين يعملون ضد بلادهم
بعلم أو بجهل على العموم، إنّ السودان وطن ودولة أكبر من الأشخاص.
أما قول البعض إنّ البرهان ينظر في أمر فولكر لدى الأمين العام للأمم المتحدة، أعتقد أن إبعاد فولكر لا يحتاج إلى ذلك، لأنه هو سفير ورئيس البعثة، بخطاب من الخارجية أنه شخص غير مرغوب فيه ويغادر السودان.
أما البعثة، فهي تحتاج لإجراءات أخرى وأيضاً ممكنة.
تحياتي،،،
صحيفة الصيحة