الغالي شقيفات يكتب : هيئة نظافة الخرطوم

نقل عن المهندس عماد الدين خضر مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم، أنّ إضراب عُمّال النظافة بمحلية الخرطوم الخاص بالمرتبات والبدلات تم حلّه بعد الجلوس معهم بواسطة والي الخرطوم عبر جلسة طارئة وحسم الأمر.

وكنت قد تناولت في هذه الزاوية مأساة عُمّال النظافة بولاية الخرطوم ومرتباتهم المتدنية بعد تنوير للوالي الأسبق أيمن نمر بأمانة حكومة ولاية الخرطوم، واطلعنا يومها على المعوقات التي تُعيق عمل النظافة، منها عجز الولاية عن صيانة المركبات، وقد لا يُصدّق المرء عن ان عامل النظافة راتبه ثلاثة آلاف جنيه ما يعادل ستة دولارات، ولا ندري كم تكون الزيادة بعد المعالجة التي تحدث عنها مدير الهيئة الجديد المهندس عماد، وولاية الخرطوم أكوام القمامة والأوساخ تفصح عن نفسها ولا تبوح، ولاية الخرطوم تحتاج إلى جهود رسمية وشعبية لنظافتها وتطبيق قوانين صارمة وربط ذلك بالترخيص ومزاولة الأنشطة وتثقيف العامة، نعم ولاية الخرطوم مقصرة جداً في أمر النظافة وترقية المدينة وجمالها، والنظافة ثقافة وسلوك من الفرد وهي عنوان التقدم والحضارة للأمم والمقياس المعبر عنها، ودعمها واجب للمحافظة على بيئة نظيفة وخالية من الأمراض والتلوث.

وعمال النظافة من واجب الدولة أن توفر لهم مرتبات مُجزية لأنهم يعملون دون كللٍ أو مللٍ من أجل إظهار الجانب المشرق والحفاظ على الممتلكات والشوارع العامة، وقطعاً هم يحتاجون إلى التدريب والتأهيل وكيفية التعامل مع النفايات، ومطلوب توفير بعض المحفزات لهم كتوفير وجبة وترحيل وتوجيه معنوي بعرض أفلام مُحفّزة لبطولات عمال النظافة في العالم وتفانيهم في خدمة أوطانهم، والإدارة مطالبة بعمل جداول للأسواق والأحياء ووضع الأوساخ في أماكن محددة وسجن نظافة ولاية الخرطوم بمحلياتها السبع وكثافتها السكانية العالية تحتاج لأكثر من عشر محارق نفايات ومئات السيارات الحديثة التي تدفع وتسحب، وبعضها لا يحتاج إلى أكثر من عامل، خاصةً إذا كانت مواعين الأوساخ مصممة بصورة علمية ريسايكل وبقايا طعام كل بمكانه ولونه وحجمه.

وحتى تتغيّر النظرة السيئة عن مهنة النظافة، مطلوبٌ من الإعلام الرسمي نشر ثقافة حب النظافة والتوعية بأهميتها والتزام وإلزام كافة المواطنين بالقوانين، وقد لا يُصدِّق البعض أنّ عامل النظافة في أمريكا يتقاضى عشرين دولاراً في الساعة وتأمين صحي ودورات تدريبية متقدمة، يعني الساعة تعادل أعلى مرتب في عمال النظافة بولاية الخرطوم الذين ظلّوا في وظائف مُؤقّتة سنين عددا.

وفي الختام, نورد قصة ليانغ تشانغ عامل النظافة في محطة متروسان فرانسيسكو الذي تقاضى ٢٧١ ألف دولار خلال عام وكان يعمل ١٦ ساعة في اليوم وفي كل العطلات.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version