نصر رضوان يكتب: لابد من تحصين شبابنا ضد الامراض الفكرية

مما يبشر بخير قريب ان ثلة من الشباب فهمت الان مدى الخداع والتضليل الذى مارسته عليها نخبة مستلبة الفكر مدفوع لبعضها بطرق مباشرة وغير مباشرة من ميزانيات ترصدها مخابرات الدول التى تزعم انها سيدة المجتمع الدولى لتخترق مجتمعات دولنا ( التى تسميها دولا نامية او اقل تطورا ) وذلك بناءا على ان التطور معناه عندهم هو تحقيق اقصى رفاهية مادية جسدية للفرد على حساب الاحتياجات الروحية والعقدية للانسان ، فالله تعالى خلق الانسام من جسد وروح وكما ان الجسد احتياجاته فللروح احتياجتها ولن تتحقق للانسان حرية ولا كرامة ولا سلام ولا عدالة الا بتحقيق حاجات الروح قبل حاجات الجسد وبالتوازن بين تلك الاحتياجات وفقا لظروف كل مجتمع وكل فرد فيه .
فى مقال سابق لى تسآءلت ( كيف لا تتدهور صحافتنا الورقية واقترحت برامج لتطويرها لتلحق بركب صحافة الدول العالمية ، ونبهت الى ضرورة ان نحمى صحافتنا الالكترونية من التدهور ) ولكننى وجدت ان هناك ثلة من قدامى الكتاب دخلوا الى مجال الصحافة الالكترونية وهم يواصلون نفس التخلف بل الاخطر انهم اصطحبوا معهم بعض الكهول والشيوخ بل وبعض الشباب ايضا للسير معهم فى طرق التخلف مغمضى العيون ودون ان يفتحوا عيونهم وقلوبهم للنقد البناء حتى يطوروا انفسهم وتتطور صحافتنا وبالتالى بلادنا وهذا هو ما توقعه الشعب بعد الثورة وطالب بتنفيذه فى كل مجالات الحياة واولها الصحافة والاعلام .
لكن مازال كتاب ( المعارضين السودانيين لكل حكومه يكتبون هراءا وتحريضا واسفافا و كل ما يثير الفتن ، لاحظوا ان اغلبهم يكتب من الخارج من امريكا وكندا واوربا ،اما البوليتاريا كتاب الدخل فهم تلاميذ اساتذتهم من كبار السن من اليساريين الذى تغدق عليهم امريكا الاموال تحت غطاء نشر الحريات والديمقراطية اللبرالية فى بلادنا وكانوا قد رقصوا على انغام ( حنبنيهو ) فى خضم الثورا ، وحتى الان لم ارى احدهم فى الداخل اوالخارج كتب مقالا مفيدا او فيه ( بناءا ) فى اى اتجاه من الاتجاهات التىى قامت الثورة من اجلها.
كاتب المقال هنا مثلا يعتقد ان البرهان اختار المطار الذى نزلت فيه طيارته ،وانه اختار عدد السيارات التى رافقته والشوارع التى اختار ان يسلكها وغير ذلك من الانتقادات الساذجة وهو يظهر جهله بان كل تلك التحركات تنظمها حكومة انجلترا فمثلا نزول الطائرات الخاصة فى مطارات بعيدة تم بامر سلطات لندن ، وتم اغلاق مطار هيثرو ولم يتحرك رئيس ولا ملك ولا البرهان لا غيره على كيفه ولا اختار احدهم الطريق الذى سيسلكه وعموما مقالاتهم تنم عن جهل وحقد واستعلاء واتهام الاخرين بانهم لا يفهمون وتعميم ذلك على كل العاملين ف الخارجية والدولة على ذلك درجوا منذ حكومات نميرى وحتى الان ولن تسلم منهم اى حكومة قادمة لانهم عطالة مخربة تعيش على فتات ما يرمى لها فى مجتمعات الغرب الذى ينفذ من خلالهم مخططاته ف بلادنا .
هناك مثال اخر لكاتب يسارى ويكتب ما يريد زمن حكومة الاسلاميين ولكنه ( عدو للاسلاميين ويعتبر الحكم بالشريعة قد انتهى زمنه وان الدخول للمجتمع الدولى يستوجب علمنة قوانين الاسرة والاحوال الشخصيةحتى تنهال علينا قروض البنك الدولى و نظل نعمل جميعا فى مهن الجدل السياسى فى الصحف ونترك الخواحات بتقنياهم يستخرجوا ثرواتنا ويرمون لنا منها بالفتات ويكفينا اننا سنتشرف بوجودهم كخبراء فى بلادنا ) كتب مقالا طويلا تحت عنوان ( فضيحة بجلاجل) واعتبر ان لبس البرهان لبدلة زرقاء خرق للبروتكول ويعتبر ذلك ( من مظاهر انهيار السودان ) ثم يحشو الموضوع بان البرهان اصر على ان يسافر بطائرة خاصة ورفض ان يذهب الى لندن بخط تجارى وهو يجهل ان اضطر لذلك لان الخطوط الجوية السودانية لا تملك خط تجارى للندن ،وهكذا ما يغيظ انهمو هم مقيميون خارج او داخل السودان يعتبرون ان كل موظفى القصر والخارجية غير وطنيين وغير حريصين على المال العام وانهم لا يفهمون مثلهم فى البروتكول ويتخيلون ان الخارجية ( بعد ما اسموه بانقلاب البرهان ) غيرت كل طواقمها وموظفيها وجاءت باخرين ، مع ان الخارجية كغيرها من مؤسسات الخدمة العامة سيظل قدامى الموظفين موجودين فيها فى ظل كل حكومة اتيه ويعملون وفقا لقوانين الخدمة التى تتبع نظم الترقى الوظيفى و الارث الذي تتبعه الخارجية السودانية لا و لن يتغيير بتغيير رئيس الحكومة وهذا معمول به فى كل دول العالم الا فى خيال امثال هولاء المخربين.
لا تشغلوا انفسكم بهم واتقنوا اعماكم ، ولكن انشروا العلم وتواصوا بالحق والصبر وانشروا الوعى ليعم الخير على الكل .

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version