🔴إبراهيم عثمان يكتب: 📌تأثير قحت (١-٢)

🔴يمكن إكمال هذا العنوان ليكون ( تأثير قحت : كيف أعادت الأحزاب العلمانية السودانية تشكيل قناة الجزيرة ) محاكاةً لكتاب بعنوان «تأثير الجزيرة: كيفَ تُعيد وسائل الإعلام الجديدة تشكيل السياسة العالمية» لمؤلفه “فيليب سيب”. ذلك لأن المتابع السوداني يلحظ تأثيراً بالغاً لقحت على قناة الجزيرة وسياستها التحريرية فيما يخص السودان ..

🔴قد يقول قائل هذا تضخيم مبالغ فيه لتأثير الأحزاب العلمانية الصغيرة، وأن الأمر يتعلق باختيار قطري لا تأثير قحتي، وهي وجهة نظر قابلة للمناقشة، لكن تبقى الحقيقة أن الجزيرة، أصبحت تتبنى كل مواقف قحت وتدعمها إعلامياً

بشكل يمثل ثورةً/ انقلاباً في السياسية التحريرية للجزيرة، فإلى ما قبل ميلاد قحت كانت صورة القناة لدى المتلقي السوداني تقوم على أنها القناة التي تلتزم إلى حد كبير بالمهنية، ولا تدعم تنكيل الحكام بمعارضيهم، ولا تنحاز للعلمانية، ولا تشيطن الإسلاميين، ولا تشجع المسخ الثقافي، ولا تدعم التدخلات الخارجية، لكن كل هذا تغير :

▪️ أصبحت القناة تدعم كل أشكال التدخل الغربي ونفوذ السفارات وبعثة الوصاية الأممية، وتدعم المطالبات بالحصار وفرض العقوبات، وتحتفي بالأخبار ذات الصلة بالعقوبات .
▪️ تقف ضد المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، وتدعم الإقصاء القحتي، وتتبني موقف قحت ضد الانتخابات .

▪️ تلجأ إلى التزوير والتحوير و الفبركة أحياناً لخدمة قحت، سواء أكانت فبركة تنتجها الجزيرة أو تأخذها من الإعلام القحتي ..

▪️ تدعم العلمانية ومظاهرها في الشارع والإعلام والمناهج الدراسية وعلمنة القوانين والتوقيع على الاتفاقيات الدولية المثيرة للجدل .

▪️ تتبني الاتهامات ضد الإسلاميين وتضخيمها، والتعامي المتعمد عن مناقشة شعارات الدوس وصنوف التنكيل بقيادات التيار الإسلامي في السجون، والذي وصل إلى حد الموت ، ▪️ تقدم مساهمتها النوعية في صناعة فزاعة الإسلاميين والتحذير من “عودتهم” إلى المشهد السياسي . .

▪️ تغطي الأحكام القضائية التي برأت بعض المعتقلين الإسلاميين بطريقة أقرب إلى طريقة قحت، وتعمد تجاهل تغطية فضيحة “الحواتي غيت”.

▪️ تدعم الحرب على العمل الإسلامي الخيري والدعوي، والمساهمة الفعالة في شيطنته.
▪️ تساهم في ترويج الخطاب القحتي الرافض لإنصاف القضاء للمفصولين وإبطال بعض أحكام المصادرة، بما في ذلك منظمة الدعوة الإسلامية التي يرأسها قطري .

▪️ تقف ضد الأحزاب التي لا زالت تحتفظ بعلاقة جيدة مع الإسلاميين، أو التي لا تعاديهم ولا تطالب بالتنكيل بهم .

▪️ تدعم الإسلاميين الذين ينحازون إلى قحت ويعلنون الفيتو ضد وحدة الإسلاميين، ويساهمون في شيطنة التيار الإسلامي العريض، وتتعامل معهم باعتبارهم الممثل الشرعي والوحيد للإسلاميين .

كل هذا، وكثير غيره ، يثير الشكوك حول مبدئية الخط التحريري القديم ( المستمر إلى حدٍ ما فيما يخص غير السودان ) وأنه مجرد وسيلة لخدمة المصالح القطرية يمكن أن تتخلى عنها القناة حينما وحيثما تتطلب المصالح ( الحقيقية أو المتوهمة) .

خسرت الجزيرة الكثير من مصداقيتها لدى جمهورها الحقيقي في السودان، ولم تكسب الجمهور القحتي تماماً، وهو الذي لا يهمه من برامج الجزيرة إلا تلك المنحازة لمشروع قحت بعلمانيته وتبعيته ومسخه الثقافي وتنكيله بالإسلاميين، لكنه ضد التوجه العام للقناة فيما يخص كل قضايا المنطقة عدا السودان .

إبراهيم عثمان

Exit mobile version