مشروع تنفيس النيل عند منطقة الجيلى و غيره من المشاريع اعتقد وامثالها من المشاريع التى تمكنا من ان نحافظ على كل قطرة مياه ونستفيد منها لابد ان تنفذ بدراسات وايدى عاملة محلية وباقل التكاليف وعدم التفكير فى اسناد تلك المهام لبيوت خبرة اجنبية فلقد ثبت ان معظم الديون التى تراكمت على السودان منذ زمن نميرى هى عبارة عن مستحقات بيوت خبرة اوربية اغلبها لم تنفذ كمشاريع ولعل ذلك ما جعل كثير من اعمامنا يعتقدون ان امريكا فتحت للسودان باب القروض المغرية للصرف على الدراسات الفنية لتكبيل السودان بديون قروض ربوية تضاعفت واستفادت منها شركات دراسات هندسية اوربية وامريكية ولم تنفذ كمشاريع تدر عوائد ماليه على السودان ،كما اننى اعتقد ان عدم الاستقرار السياسى الذى تلى فترة حكم نميرى كانت سببا مهما فى ذلك .
الان بعد ان نمى الوعى فى نخبتنا واصبحنا اقرب الى تحقيق استقرار سياسى وايقن اغلبنا ان شغل العامة بالسياسة والاشتغال بالجدل السياسى مضر ويعطلنا عن الانتاج وبعد ان زاد عدد خريخين الجامعات من ابناءنا وبناتنا لابد من اعطاؤهم الثقة وجعلهم ينفذون كل مشروع ذا جدوى ومنفعة .
من المعلوم منذ ان كانت مدينة الخرطوم صغيرة وعبارة عن احياء قريبة من النيل فان تصريف مياه الامطار كان يتم عن طريق مصارف تعمل بالانحدار و تصب فى النيل ، الان اصبح ذلك غير ممكن عمليا لان الخرطوم قد اتسعت رقعتها العمرانية فابتعدت معظم مناطقها عن النيل كما ان فيضان النيل يحدث متزامنا مع ذروة هطول الامطار وذلك ما يجعل تصريف المياه من داخل المصارف الى النيل بالانحدار غير ممكن .
الحل لذلك معروف منذ زمن طويل وهو عمل بحيرات واسعه فى مناطق خالية فى جنوب او غرب الخرطوم يتم تجميع مياه الامطار فيها عن طريق شبكة مواسير مدفونه ونظام صرف حديث متكامل ويتم استعمال نلك البحيرات الصناعية كيفما يتناسب مع حوجة كل منطقة من استعمالها كمنتزهات الى اقامة محطات تنقية مياة للشرب او الزراعة او الصناعة .
اذا كانت هناك منخفضات طبيعية موجودة فى اطراف الخرطوم فيمكن تحويلها الى بحيرات وان لم يكن فيمكن حفر بحيرات صناعية ثم الاستفادة من تلك البحيرات فى تنمية المناطق المحيطة بها بزراعة المناطق حولها وتشجيرها او تحويلها لمزارع او منتزهات.
هذه من الافكار ومقترحات الحلول القديمة ولكنها لم تجد حتى الان من ينفذها بايدى وعقول ابناء وبنات الولاية وبميزانيات المحليات التى يجب تحديد اولويات الصرف فيها و ان يتم تطوير نظمها الادارية وميكنة وحوسبة انظمتها وتوفير الامكانات الحديثة فى مبانيها وتحسين شروط الخدمة فيها حتى تجتذب المبدعين والمبدعات من الشباب للعمل فيها وتدريبهم فى محليات دول متطورة لتغيير مظاهر الترهل الوظيفى والروتين القديم الذى يؤدى الى ضعف وبطء الانتاج من ناحية ومن ناحية اخرى الى احباط روح الابداع لدى العاملين فى المحلية .
ان تنفيذ تلك المشاريع وغيرها من المشاريع وفقا للمواصفات العالمبة يمكن ان تحول الخرطوم لمدينة عصرية حديثة وتوفر دخلا مقدرا لخزينة الولاية يمكنها من تجويد الخدمات الموجودة اصلا والتوسع فى تنفيذ مشاريع حضارية وبنى تحتية باستمرار وفق خطط طموحة يتم تمويلها ياستغلال امكانات وثروات الولاية وخسن استغلالها وتوظيفها.
لقد شهد كل من زار اسطنبول بالتطور الذى احدثه فيها السيد رجب اردوغان عند توليه حكومة المدينة مثلا ، وهكذا فى كل عواصم ومدن العالم فان المدن تنمو وتتكور كل سنة وفق خطط مدروسة وميزانيات يتم التحكم فى نظم الصرف فيها بحيث لا تهدر فيها الاموال ،وانا اعتقد ان ولاية الخرطوم الان اقرب الى ان يتم فيها ذلك بعد ان بدأ تحسن حالة الامن فيها ولابد بالتزامن مع ذلك ان يتم توظيف الشباب الكفء الذى يمكنه مساعدة الوالى فى حسن التحكم فى اوجه الصرف والتقليل من الهدر فى الزمن والاموال ووقف الترهل الوظيفى وضبط العمالة .
صحيفة الانتباهة