(1)
• ليس من مصلحة السودان ولا مصلحة شعبه ودعاة (المدنية) ان يحدث صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.. ان حدث ذلك الامر فسوف يعرض البلاد الى محنة كبرى قد تقضي الى زوال الدولة بالكامل او على الاقل يمكن ان تنتهي اذا انتهت بفواتير عالية التكاليف .. سوف يدفعها هذا الشعب.
• الوطن ليس محل (نزاع) ــ يجب ان لا تمس صراعاتنا وخلافاتنا وحدة هذا الوطن وترابه.
• استقرار البلاد وشعب هذا الوطن خط احمر ــ لا نقول ذلك من اجل (المهادنة) او (المزايدة) او (الهبوط الناعم)، وإنما نقوله من اجل درء (الفتنة) وعدم جر البلاد الى حرب اهلية لن تنتهي اذا اشتعلت.
• الحروب الاهلية تمتلك قدرة فائقة على الاستمرار والديمومة، فهي حروب بلا نهاية .. حرب الجنوب تصنف على انها اطول حرب اهلية في العالم ــ لا نريد ان ننتج بعد ثورة ديسمبر المجيدة (حرباً اهلية) جديدة ليأتي ذلك حسب هوى وتخطيط النظام البائد لنقضي على الاخضر واليابس معاً ــ بعد ان تم القضاء على كل ما هو اخضر في عهد الانقاذ الغابر، ولم يتبق لنا غير ذلك (اليابس) اليائس.
• مصلحة السودان ان تندمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش الذي يظل مؤسسة (قومية) تحظى بالتقدير والاحترام من الشعب السوداني في كل الاحوال والظروف.
• اذا ظن البعض وهم قلة ولا وزن لهم ولا حيلة ان الوصول الى الحكومة (المدنية) لن يتم إلّا عن طريق (الفتنة) ولن يحدث إلا اذا حدث صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع يبقوا واهمين، وسوف يكون من يخطط لذلك هم اول من يدفع الثمن لأن (الفتنة) لن تؤدي إلا الى الهلاك والضياع.
• في الحرب يمكن ان نقبل بـ (الخدعة) فالحرب خدعة، ويمكن على مضض ان نقبل بذلك في السياسة لكن بأية حال من الاحوال لن نقبل بـ (الفتنة).. حتى وان ادت الى غاية نبيلة او اوصلتنا الى شواطئ (المدنية) التى نحلم بها.
(2)
• التصريحات الى تدعو الى (المدنية) وتدعم خطها وان لم ترق لمرحلة الموقف او العمل يجب ان نرحب بها ونقبلها، خاصة اذا كانت من الطرف الآخر الذي يمثل (العسكرية) او يدعو اليها.
• اذا اعترف خصمك بفضل (المدنية) فهذا امر يحسب للمدنية ويحسب لأنصارها ويجب كذلك ان يحسب لمن دعا اليها بغض النظر عن موقفه السابق منها.
• نحن في صراع دائم لإقناع دعاة العسكرية بالمدنية، وان نجحنا في اقناعهم بذلك يبقى ذلك انتصاراً كاسحاً للمدنية لا يمكن ان يتحقق بـ (البندقية).
• الدعوة للمدنية يفترض ان تكون بالمنطق والحوار..ان حدثت الدعوة للمدنية بغير ذلك يبقى ما ندعو له هو ليس (مدنية)، ويمكن ان يكون أي شيء آخر عدا ان تكون (المدنية) التى ننشد.
• لا يغيب على احد ان هناك تنافساً وسباقاً نحو (المدنية) اصبح واضحاً بين الجيش او بين قياداته وبين الدعم السريع او قائده حميدتي من اجل كسب الشارع او من اجل ان يضعف كل طرف من (الجيش وقوات الدعم السريع) الآخر بانجذابه نحو (المدنية). هذا امر مقبول ومحمود يمكن ان نقبل به دون ان نستغله ليصل الى مرحلة (الصراع) ودون ان نمس أمن الوطن واستقراره.
• المرحلة الحالية مرحلة حساسة ومهمة ودقيقة، وعلى السياسيين ان يتوخوا الحيطة والحذر في كل خطوة يخطونها او تصريح يطلقونه .. فعّلوا جانب (الحكمة) وقدموا مصلحة الوطن على المصالح الخاصة والشخصية.
• نحن في منعطف خطير يمكن ان يحدث فيه انفلات او انجراف من جراء تصرف احمق او فعل غبي يدفع ثمنه السودان كله.
• (أعلن نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، التزامه الصارم بتعهداته السابقة بخروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي، والانصراف تماماً لمهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون. وكشف حميدتي عن عقده اجتماعاً يوم الخميس الماضي مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، جدّدا خلاله التزامهما السابق بخروج المؤسسة العسكرية من السلطة وترك أمر الحكم للمدنيين). هذا التصريح يجب ان نرحب به حتى وان افتقد للجانب العملي او كان نوعاً من انواع التكتيك السياسي. ان كان كذلك علينا ان نستعمل نفس التكتيك ونرحب به ونستقله من اجل دعم خط (المدنية) وانتصارها. فنحن نحتاج الى قادة (اذكياء) في هذا التوقيت.
• تصريح حميدتي هذا اذا صدر عن حمدوك كان يمكن ان يجد دعماً وثناءً كبيراً .. علينا الا ننظر الى الخلفيات السياسية في مثل هذه الامور وان ندعم كل شيء (ايجابي) يذهب في اتجاه رفعة الوطن واستقراره.
• حميدتي يستحق الثناء والتقدير على هذا التصريح وهو امر رائع يمكن ان يؤدي الى نتيجة اسرع والى مدنية هادئة ومطمئنة.
(3)
• بغم
• تصريح قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، بالتزامه الصارم بتعهداته السابقة بخروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي والانصراف تماماً لمهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون.. اعادني الى طرفة الكوميديان محمد موسي التى طرحها قبل ايام على صفحته الشخصية وقدمها على هذا النحو:
• حاج عوض على فراش الموت وبيكتبوا ليه في وصيته الاخيرة وبجواره زوجته علوية.
• حاج عوض: الطاحونة لي محمد.
• علوية: لا محمد ما بقدر على الطاحونة خلوها للطاهر.
• حاج عوض: سعد يدوهو المزرعة.
• علوية: لا المزرعة يدوها حسن.
• حاج عوض: محمد يدوهو البقرات.
• علوية: البقرات يدوهن سعد.
• حاج عوض: رفع رأسو وقال ليها:
• علوية خلاص النقوم ليك تعالي موتي إنتي.
• ………
• اظن ان (الحرية والتغيير) تقول لحميدتي بعد تصريحه عن (المدنية) ما قاله حاج عوض لزوجته علوية.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية)… بما في ذلك طريق (حميدتي)!!
• المدنية في كل يوم تنتصر.. ولكن كيف نستفيد من هذه الانتصارات؟
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة