استنكرت 30 منظمة مدنية وحقوقية بريطانية وسودانية، دعوة رئيس مجلس الانقلاب العسكري في السودان عبد الفتاح البرهان، لحضور مراسم تشييع الملكة اليزابيث الثانية في لندن. وقالت المنظمات، في بيان مشترك، إنها تحترم فترة الحداد في المملكة المتحدة بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وليس في نيتها تقويض احتفال هذه المناسبة؛ ولكنها تعارض الدعوة الموجهة للجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان، وربما لدبلوماسيين سودانيين آخرين؛ لدخول المملكة المتحدة لحضور الجنازة يوم الاثنين 19 سبتمبر في لندن.
وأوضحت المنظمات، أن البرهان وصل إلى السلطة في السودان بعد أن قاد انقلابًا عسكريًا في 25 أكتوبر 2021، وهو انقلاب أفسد عملية الانتقال الديمقراطي التي كانت جارية في أعقاب ثورة الشعب السلمي 2018-2019، وأضافت انه لا ينظر المواطنون السودانيون والمجتمع المدني والشتات في المملكة المتحدة إلى البرهان وبقية قيادة الانقلاب على أنهم شرعيون، سواء كرئيس للدولة أو ممثلين للحكومة. وأكدت أن البرهان متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على نطاق منهجي، خلال الإبادة الجماعية في دارفور، ومؤخراً في شوارع العاصمة الخرطوم، حيث قوبل المتظاهرون السلميون بالعنف والقتل في ظل نظام الجنرال البرهان. وأضافت المنظمات: “يجب ألا نضفي الشرعية على البرهان، أو غيره من المشاركين في هيئات قيادة الانقلاب مثل محمد حمدان دقلو، المعروف عمومًا باسم حميدتي، وهو زعيم ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة وقوات الدعم السريع..
القيام بذلك هو تطبيع للاستبداد.. بدون مساءلة وعدالة عن الفظائع المستمرة التي تُرتكب ضد المواطنين المؤيدين للديمقراطية والمسالمين في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق والمنطقة الوسطى وشوارع الخرطوم”. واعتبرت المنظمات، أن دعوة البرهان وحضوره المحتمل في هذه المناسبة؛ هو خيانة للقيم التي يقوم عليها النظام الملكي البريطاني والمملكة المتحدة. وتابعت: “أولئك الذين لجأوا إلى المملكة المتحدة من وحشية الأنظمة العسكرية السودانية المتعاقبة يستحقون دعمنا، ودعواتنا إلى العدالة والمساءلة، وموقف قوي ضد أولئك، مثل البرهان، الذين سرقوا السلطة بشكل غير دستوري .
صحيفة الجريدة