أكتر زول ما موفق هو الفريق خلا قحاتي حميدتي. ظل ينتقل من فشل إلى فشل:
– صنعه نظام البشير وشارك في حرب دارفور؛ يعني شريك للكيزان.
-شارك المجلس العسكري وتورط في مجزرة فض الاعتصام.
– ثم شريك للقحاتة والديسمبريين. في ثورة ديسبمر، و وثيقة كورنثيا و يتحمل بالتالي نفس المسئولية عما حدث.
– ثم شارك في وثيقة اتفاق جوبا، فأغضب القحاتة و معهم جمهور واسع، رافض للاتفاقية.
-و توج كل ذلك بالمشاركة في إجراءات 25 اكتوبر التي أقصت فأصبح انقلابي ومجرم بنظر قوى الثورة.
– وها هو الآن يعود من جديد ليصطف مع القحاتة وشتات ديسبمر لعل وعسى!
مسيرة حافلة بالتقلبات والقفز من مركب إلى مركب ثم العودة مرة أخرى إلى ذات المركب. فلا هو حليف ثابت للكيزان ولا هو يستطيع مواجتهم حتى النهاية، ولا هو جزء من المؤسسة العسكرية، ولا هو خارجها بالكامل، وعلاقته متوترة باستمرار. ولا هو مع قوى الثورة يستطيع الاتكاء عليها، ولا هي تثق به كلاهما يريد استعمال الآخر لا أكثر. حتى الآن حليفه الوحيد الثابت فيما يبدو هو الحركات المسلحة، ولكن هي أيضاً تتبنى موقفاً سياسياً متناقضا مع موقفه وأقرب إلى موقف الجيش والكيزان، فهي مع التوافق الوطني، ومعركتها مع قحت واضحة.
إنه ملك الفشل في الحقيقة. ولا يخجل أن يصرح بالفشل في كل مرة، مع الكيزان أو قحت أو البرهان، ولكنه يريد أن يُعامل مثل الجاهل المعذور.
إذا ذهب في مواقفه الأخيرة من التقارب مع بقايا قحت فهو يعجل بهلاكه، لأن هذه القوى المدينية الضعيفة لا تغني عنه شيئاً في مواجهة ميحط هادر من القوى الصلبة من جيش وإسلاميين وأحزاب وطنية معادية لقحت ومن قوى تقليدية منتشرة في السودان. لا يمكن لحميدتي أن يراهن على أربعة شوارع داخل الخرطوم من أجل ترجيح كفته. ولا القوى الخارجية تستطيع أن تفعل له شيء.
فأحسن له أن يتصالح مع الشعب السوداني وينحاز للقضايا الوطنية، بما في ذلك قضية الهامش المتمثلة في الحكم اللامركزي وتقاسم الثروة مع المركز في إطار تسوية شاملة.
حليم عباس