والقنوات تتدفق….
و ( في السودان صباح الـيـوم رجل في الخمسين
يهاجم القصر الجمهوري ببندقية.. ويظل يطلق النار حتى أرداه الحرس
وقالت الأنباء إن الرجل كان معه أطفاله الثلاثة.. وقالت زوجته للإعلام إنه قال لها إنه يصحب أطفاله معه.. لأنه يفضِّل أن يموت أطفاله بالرصاص بدلاً من أن يموتوا بالجوع…)
الخبر هذا.. سوف تحمله شاشات العالم غداَ.. أو الأيام القليلة القادمة… لأن مؤهلات وقوع الخبر هذا.. توجد الآن كلها..
والأحداث من طبيعتها أنها تقع متى ما تكاملت حيثياتها… ولا تنتظر.. وليس عندها.. حسابات..
………
وحادثة الرجل هي نوع من البحث عن حل
وكل أحد الآن يبحث عن حل…
وكل أحد… مخلص.. لكن….
……….
والبرهان مخلص وحريص على الحل الدقيق…
والبرهان لأنه حريص فإنه لهذا.. يؤجل.. ويتمهل.. ويدقق.. و…
وأشهر حكاية في الجنوب هي…
إثنان يتنازعان.. ملكية سمكة.. والنزاع يصل إلى المحكمة والقاضي الحريص على الحق يجعل السمكة معروضات
ويؤجل الحكم…
والسمكة.. تتعفن…. والجلسات تستمر…
والسمكة تجف.. والجلسات تستمر…. والسمكة.. تتفتت.. وتذهب.. والجلسات تستمر… لأن الحكم لا بد أن يكون دقيقاَ
وفي السودان.. الناس.. تتعفن.. والبرهان يؤجل.. ويؤجل.. لأنه لا بد من أن تكون.. سياسة البرهان دقيقة
والجنيه.. يتعفن.. لكن البرهان.. يؤجـل.. لأنه لا بد.. من أن تكون سياسة البرهان.. دقيقة
و الأمن يتفتت.. والبلد …يتناثر ..لكن البرهان حريص على أن تكون الحكومة … سليمة .. دقيقة
والطب… والقضاء.. والسوق.. والخدمة.. و.. و.. و أشياء كلها تجف وتتعفن.. وتتفتت.. والناس تصرخ.. وتبكي وتشكو.. و.. البرهان يظل يؤجل.. ويؤجل..ويؤجل.. ويؤجل.. ويؤجل… و
لأن الرجل حريص على الدقة…
والناس.. التي عجزت تماما عن إيجاد تفسير.. للحالة البرهانية هذه.. تتلفت الآن.. وتتساءل عن شيء
الناس.. تتساءل عما إذا كان البرهان هو من يصنع سياسة البرهان.. وليس أيدي.. تقود البرهان.. وهو.. غطاء.. لا أكثر…
والناس تقول.. والبرهان يقول.. والإعلام.. يقول… والقول يمتد…
لكن…. هناك جهة واحدة.. قولها دائماً.. هو القول الذي لا يستطيع أحد أن يتجاهله
الجهة هذه.. هي.. تداعي.. الأسباب.. التي هي/ مثل قوانين الوجود/ تقع.. متى ما توفرت عواملها….
ومنها.. حادثة الرجل الذي يهاجم القصر بالرشاش….
ويوم يحدث ذلك فإن البرهان لن يستطيع أبدا.. أن يظل يؤجل…
.إسحق أحمد فضل الله
#آخر_الليل
الأثنين/١٢/سبتمبر/٢٠٢٢