كردفان أين الحكماء؟

علاء الدين الحمري
وإن كان الصدع كبيراً لا بد من أن يرأب وإن استفحل الداء فلا بد من دواء قبل أن تقع الفأس على الرأس حيث لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب نفعاً، ولا ينفع الندم وعض البنان.
تداركوا الأمر لأن الحرب تقضي على الأخضر واليابس وتوحدوا لأن بلادنا لا تحتاج إلى الحرب القبلية، بل تحتاج إلى من يوظف خيراتها وتعلمون أننا نعاني من كافة الخدمات بما فيها الطرق التي تمر عبرها كل الخيرات من ماشية صمغ عربي وفول وسمسم قنقليس وغيره.
استفيقوا لأن الحرب قد تدع الابن يقتل الخال والنسيب وابن الأخت، كما أنه قد وضح وضوح الشمس في كبد السماء أن كل دعاة الفتنة ليست لهم صلة” بالقبيلتين ولهم من المآرب ما لا نعلمها.
وكل من يتداول لتأجيج الفتنة فهو لا ينتمي إلى القبيلتين، بل من الممكن أن يكون من غير أهل كردفان لأن الحروب الأهلية التي أبكت ورملت وشردت يعرفها الجميع ولا يمكن أن يدفعوا بأهلهم إلى براثن التهلكة ومغبة الضياع.
ومن المؤسف أن لا يتدخل نظار القبائل الأخرى بصفة الوساطة لأن الحرب الأهلية في هذه المنطقة بالتحديد تعني أن كردفان لن تنعم بالتعايش بعدها أبد الدهر.
ومن هنا فلتكن المناشدة للسيد نائب السيادي الذي يجيد الحلول في مثل هكذا مشاكل وليكن التدخل سريعاً من ناحيته ومن ناحية شباب القبيلتين مع الأعيان والإدارات الأهلية من القبيلتين لأن التأخير في هذا الأمر لا يتحمله الوضع الراهن وهنالك دعاة للفتنة في القروبات الخاصة للقبيلتين.
وتعلمون السلاح أحدثه متوفر بين القبيلتين الشقيقتين وإن لا قدر الله انطلقت الشرارة ستشتعل كردفان وبعدها ستكون العين بصيرة واليد قصيرة وعلى الدنيا السلام.
ومن المؤسف أن المنطقة التي هي أساس النزاع لا يستطيع واحد من الأطراف القبلية إن كان من الحمر أن يستغني عن جاره أو صهره أو أستاذه المسيري ولا المسيري يستغني عن الحمري الذي هو متداخلاً” معه منذ الأزل.
إخوتي في القبيلتين يجب أن تستفيقوا لأن الطرف الثالث في هذا الحراك قد يكون أنشط من دعاة التعايش السلمي، ولكن علينا أن نعالج الأمر من أنفسنا ونترك المندسين وشأنهم إن اجتمعوا لخراب الذي بيننا فشلوا وإن انفضوا فذاك ما نرجو.
ما نحذر منه هو أن هنالك سكون وعدم مناشدة من نظار وأعيان القبيلتين بضبط النفس فأرجو أن يتحلى بالصبر كل الإخوة في القبيلتين وترك الأمر لتحكيم العقل لأن ديننا يأمرنا بذلك والزمن والعلاقات الأسرية وما يتطلبه السودان من استقرار وتنمية وتعايش سلمي ونحن على أعتاب موسم الحصاد فقد أنهكنا الفقر والجهل وعدم التنمية، فأرجو أن تكون أهدافنا هي النهضة بالولاية وليست ترسيم حدود قبلية وضيقاً، في الأفق وتعالوا لنرى كم تحتاج من المبالغ تربط عبر الطرق المعبدة النهود مع الفولة والطريق العرضي الخوي مع الدبيبات وكم نحتاج من المراكز الصحية في ضواحي بابنوسة وكم نحتاج من المدارس في مناطق وضواحي أبو زبد والسعاتات وليكن الهم كردفان الكبرى وليست قبيلتين فقط ما يربطهم يعلمونه هم قبل غيرهم.
وفي الختام أرجو تدخل الجهات وبأسرع ما يكون والله الموفق.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version