نيالا – قريضة: محجوب حسون
لأكثر من (60) يوماً، والمواطنون بمحلية قريضة بجنوب دارفور التي تبعد (86) كيلومتراً عن رئاسة الولاية نيالا جنوباً، يعانون أشد المعاناة من السيول والفيضانات التي غمرت (70%) من المساحات الزراعية بالمحلية التي تعتمد عليها الولاية لتأمين غذائها.
أطلق المدير التنفيذي للمحلية التي يسكنها (350) ألف نسمة، والمواطنون صرخة نداء للحكومة والمنظمات والضمير الإنساني في العالم، بضرورة نجدتهم بأسرع ما يكون وهم الأن (حفاة، وجوعى)، ذهب كل ما يملكونه مع السيول والفيضانات، فهل من مغيث؟
رحلة الإهمال
ذكر أحمد محمد إبراهيم المشهور بـ(راجا) صاحب طرور (قارب محلي من البراميل الفارغة)، ذكر أنهم في هذه المعاناة مع السيول والفيضانات من التاسع عشر من يوليو وحتى العاشر من سبتمبر الحالي، وما زالوا يعانون من الغرق والجوع والإهمال، منوهاً إلى أنهم اليوم سعيدون بوصول أول وفد حكومي من وزارة الصحة لتفقد أحوالهم ومعهم دواء، وتابع: (والله نحن دايرين زول يسأل مننا سااااكت مالاقنو).
مراسل إذاعة نيالا من قريضة عبد العزيز دهب، قال إنهم سألوا أهل المنطقة عن مناسيب الأمطار هذه السنة وهل تعرضوا لهذه المحنة من قبل، فأجابه كبار السن من الأهالي بأن هذه الأمطار وبهذه الكثافة كانت قبل (70) سنة، مشيراً إلى أن المجتمع المحلي الآن فقد كل مدخراته وأصبح لا يملك شيئاً بل تحول عدد كبير من الأطفال ما دون الـ(16) سنة إلى متسولين يسألون الناس لقمة العيش أعطوهم أو منعوهم، لا سيما سكان المعسكرات بقريضة التي تضم نحو (17) معسكراً للنازحين بسبب حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003، مؤكداً أن الوضع الأن حرج جداً ويقتربون من المجاعة الحقيقية لنحو أكثر من (350) ألف نسمة، بعد أن غمرت السيول مساحات زراعية واسعة من المحلية التي تعتمد عليها ولاية جنوب دارفور في إنتاج كل المحاصيل من ذرة، دخن وفول سوداني وسمسم وكركديه، منوهاً إلى غرق (70%) من جملة المساحات المزروعة بالمحلية، والآن المزارعون عادوا إلى منازلهم وهم حيارى، صامتون!
صرخة إغاثة
طالب المدير التنفيذي لمحلية قريضة بجنوب دارفور محمد علي أرباب، الحكومة والمنظمات بالتدخل العاجل والسريع بالدعم والإعانة لسكان المحلية.
وامتدح أرباب دور وزارة الصحة الولائية في الوصول إلى قريضة بالإدارات المتخصصة للوزارة وتوصيل أدوية الطوارئ والأدوية للأطفال أقل من (5) سنوات والناموسيات، كأول جهة حكومية تصل إليهم بعد كارثة السيول والفيضانات، وهم مقطوعون عن نيالا تماماً ويستخدمون (الطرور) للتواصل بين جنوب وشمال المدينة بسبب وادي قريضة الذي قسم المدينة إلى قسمين وقطع كل المحليات الجنوبية (قريضة، برام، السنطة، الردوم، تلس ودمسو) عن رئاسة الولاية نيالا. فيما كشف د. أحمد عبد الرحمن عبد السيد المدير الطبي لمستشفى قريضة عن انعدام أدوية الاطفال لا سيما الأقل من (5) سنوات، وأن الأمداد الدوائي غير كافٍ، ويعانون أشد المعاناة في ترحيل الدواء، بجانب نقص في الممرضات والمساعدين الطبيين، مشيراً إلى ظهور أمراض (الملاريا، التايفويد والالتهابات الأخرى)، مشدداً على ضرورة ترقية الخدمات الصحية على مستوى المحلية.
خسائر السيول
وكشف أرباب أن المياه قضت على (28.770) فداناً، وتأثر (8.585) مزارعاً، وانهيار (983) منزلاً، وانهيار (1150) مرحاضاً، ونفوق (279) حيواناً، وغمر (160) دكاناً بالمحلية، فيما بلغت جملة خسائر التجار (57.2500) مليون جنيه. وأوضح أن الوالي دعم المحلية بـ(200) جوال ذرة و(5) ملايين جنيه، داعياً إلى تدخل حكومة الولاية والمنظمات لإعانة المزارعين في محاصيل العروة الشتوية، وأضاف: (هم الآن يحتاجون لمواد غذائية تقيهم شر الجوع، والمحلية الآن مقطوعة تماماً لا عربات تدخل إليها ولا تخرج منها، في انعزال تام، بل حتى داخل المحلية هناك وحدات إدارية انقطعت تماماً ولا يعرفون حال المواطنين فيها).
رئيس وفد وزارة الصحة بالولاية عباس حسن شمس الدين، أوضح أن الأدوية التي وصلت هي الدفعة الأولى من أدوية الطوارئ والأطفال الأقل من (5) سنوات، وستتوالى الدفعات الدوائية من أجل صحة البيئة والمياه؛ مشدداً على ضرورة تضافر كل الجهود الصحية من أجل سلامة المواطنين حتى تكون ولاية جنوب دارفور خالية من أمراض السيول والفيضانات.
المواطنة خديجة أحمد، قالت لـ(السوداني) إنهن يعانين في الذهاب إلى الزراعة والرجوع منها بسبب أن (الطرور) يكلف (400) جنيه للراكب، وأضافت: (أولادنا ناس الطرور مشكورين بقدروا ظروفنا ويحملوننا مجاناً)، لافتة إلى أن السيول غمرت أغلب المزارع مما ينذر بكارثة مجاعة، والمجتمع الآن يعاني أشد المعاناة في المأكل ولا بد للحكومة أن تضع اعتباراً لما هو قادم، وتابعت: (نحن مزارعين أصبح ما عندنا شيء، فما بالك بالذين يعتمدوا علينا، يا ولدي الوضع ده خطير وصعب خالص، ربك يسهل). وطالبت ببناء جسر لوادي قريضة بدل التباكي السنوي من الوادي.
السنطة، الردوم، تلس ودمسو) عن رئاسة الولاية نيالا. فيما كشف د. أحمد عبد الرحمن عبد السيد المدير الطبي لمستشفى قريضة عن انعدام أدوية الاطفال لا سيما الأقل من (5) سنوات، وأن الأمداد الدوائي غير كافٍ، ويعانون أشد المعاناة في ترحيل الدواء، بجانب نقص في الممرضات والمساعدين الطبيين، مشيراً إلى ظهور أمراض (الملاريا، التايفويد والالتهابات الأخرى)، مشدداً على ضرورة ترقية الخدمات الصحية على مستوى المحلية.
خسائر السيول
وكشف أرباب أن المياه قضت على (28.770) فداناً، وتأثر (8.585) مزارعاً، وانهيار (983) منزلاً، وانهيار (1150) مرحاضاً، ونفوق (279) حيواناً، وغمر (160) دكاناً بالمحلية، فيما بلغت جملة خسائر التجار (57.2500) مليون جنيه. وأوضح أن الوالي دعم المحلية بـ(200) جوال ذرة و(5) ملايين جنيه، داعياً إلى تدخل حكومة الولاية والمنظمات لإعانة المزارعين في محاصيل العروة الشتوية، وأضاف: (هم الآن يحتاجون لمواد غذائية تقيهم شر الجوع، والمحلية الآن مقطوعة تماماً لا عربات تدخل إليها ولا تخرج منها، في انعزال تام، بل حتى داخل المحلية هناك وحدات إدارية انقطعت تماماً ولا يعرفون حال المواطنين فيها).
رئيس وفد وزارة الصحة بالولاية عباس حسن شمس الدين، أوضح أن الأدوية التي وصلت هي الدفعة الأولى من أدوية الطوارئ والأطفال الأقل من (5) سنوات، وستتوالى الدفعات الدوائية من أجل صحة البيئة والمياه؛ مشدداً على ضرورة تضافر كل الجهود الصحية من أجل سلامة المواطنين حتى تكون ولاية جنوب دارفور خالية من أمراض السيول والفيضانات.
المواطنة خديجة أحمد، قالت لـ(السوداني) إنهن يعانين في الذهاب إلى الزراعة والرجوع منها بسبب أن (الطرور) يكلف (400) جنيه للراكب، وأضافت: (أولادنا ناس الطرور مشكورين بقدروا ظروفنا ويحملوننا مجاناً)، لافتة إلى أن السيول غمرت أغلب المزارع مما ينذر بكارثة مجاعة، والمجتمع الآن يعاني أشد المعاناة في المأكل ولا بد للحكومة أن تضع اعتباراً لما هو قادم، وتابعت: (نحن مزارعين أصبح ما عندنا شيء، فما بالك بالذين يعتمدوا علينا، يا ولدي الوضع ده خطير وصعب خالص، ربك يسهل). وطالبت ببناء جسر لوادي قريضة بدل التباكي السنوي من الوادي.
أصحاب (الطرور)
وتشير (السوداني) إلى أن وفد وزارة الصحة الذي ذهب إلى قريضة التي تبعد (86) كيلومتراً عن نيالا، في رحلة الـ(10) ساعات يتكون من: (د. صهيبة مبارك اختصاصي النساء والتوليد منسقة الصحة الإنجابية بالولاية، عائشة يونس قسم صحة وسلامة المياه، عباس حسن شمس الدين مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة، أمجد أبكر إسحق إدارة مكافحة الأمراض، حسن حامد مدير الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة، مصطفى عبد الله حامد مدير المراكز الصحية بالولاية، صالح السلامي، عبد العزيز فضل، حافظ علي آدم إدارة الطوارئ الصحية مكافحة الأوبئة، عفاف يحيى الصحة الإنجابية، محمد علي عمر).
نيالا – قريضة: محجوب حسون
صحيفة السوداني