تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة خلال الأيام الماضية، فيديوهين مختلفين ومتضادين، أحدهما وجد اعجاب كبير وكان لرجل مرور ضرب أروع الأمثال في الكرم والنبل والشهامة،وذلك بعد أن ساهم في مساعدة شاب توسل إليه لمنحه مبلغ 4 ألف جنيه يحتاجها لإكمال رسوم إمتحان، فما كان من الشرطي إلا أن منحه مبلغ 5 ألف بدلا من الأربعة التي طلبها وقام بتطييب خاطره، بل وطلب منه الاستعانة به متى ما احتاج لمساعدة أخرى، ليتفاجأ الشرطي الشهم بأن الموقف كله كان عبارة عن كاميرا خفية ليثبت للجميع مدى شهامته ونبله وانسانيته..أما الفيديو الآخر النقيض والذي عكس صورة سيئة لرجل المرور، كان لرجل مرور يتلقى رشوة من أحد سائقي العربات الذي يبدو أنه وقع في مخالفة مرورية.. أحسنت الشرطة في التعامل مع المثال الأول الخاص برجل المرور الشهم والنبيل الذي اتضح أنه الرقيب اول شرطة سليمان حماد عبدالله، حيث كرمته عن استحقاق الإدارة العامة للمرور لشهامته وموقفه الانساني النبيل، فمثله جدير بالاحتفاء والتقدير هذا غير أنه يقدم القدوة الحسنة التي ينبغي على زملائه أن يحذوها ويقتدوا بها، كما أنه يقدم نموذجا لما يفترض أن تكون عليه الشرطة في علاقتها بالمجتمع وبما يزيل الجفوة الناشبة بينهما، ولكن بقدر ما أحسنت الشرطة في تكريم الرقيب أول سليمان حماد عبدالله،فانها للأسف غضت الطرف عن المثال الثاني السيئ، الخاص برجل المرور الذي قبض رشوة من أحد سائقي السيارات، وليس من العسير اكتشاف من هو لينال جزاءه على هذه الجريمة، وللشرطة فيما أذكر تجربة سابقة حين عاقبت بالفصل من قبل ثلاثة مرابطين ملحقين من الشرطة الشعبية سابقا إلى شرطة المرور، جراء تلقيهم رشاوى من سائقي مركبات في الطريق العام..وبتكريم الشرطة لمن يستحق الثواب وتغاضيها عن من يستحق العقاب تكون قد أخلت بمبدأ الثواب والعقاب المعروف،أن يثاب من يحسن ويجيد ويعاقب من يهمل ويقصر دعك من أن يرتشي، فمعيار الثواب يعني تكريم الموظفين المدنيين أو العسكريين المتألقين المتمتعين بكفاءات نوعية وقدرة على التميز ويبذلون جهودا كبيرة لإنجاز أعمالهم وتطوير قدراتهم ورفع إنتاجيتهم، وتكريم هؤلاء يعني أن التقييم جاء تثمينا لجهودهم،ويتم التكريم لغرس روح التميز في نفوس كافة الكوادر العاملة ولتشجيع روح الإبداع والعطاء لديهم وتتويج جهود تلك الصفوة ممن اختاروا وتبنوا منهج الإبداع كل في موقعه وفي إطار مسؤولياته، والتكريم يعتبر دافعا لمواصلة درب العطاء في العمل، ونقلة نوعية في حياة الموظف أو العامل المتميز تدفعه إلى المزيد من الإنتاج، وباعتباره منهجا لا غنى عنه لدفع مسيرة التنمية إلى الأمام،أما الموظف المتقاعس والمقصر في واجباته والمشاكس والمرتشي الخ، لابد أن تتم معاقبته بحسب حجم ونوع المخالفة التي ارتكبها، فالهدف من معيار الثواب والعقاب هو إعطاء كل ذي حق حقه، وذلك من أجل خدمة الصالح العام وتحقيق العدالة بين الموظفين وإيجاد صيغة التنافس الشريف بين العاملين وأداء المسؤولية بما تمليه المصلحة الوطنية بكل أمانة وإخلاص..
صحيفة الجريدة