حتى الآن وبالرغم من أن انقلاب البرهان حقق لعناصر النظام المباد أكثر مما حققه للمواطن السوداني الا ان قيادات الحركة الاسلامية ابدت غضبها وامتعاضها من سياسة النظام الإنقلابي الذي ترى أنه لم ( يشف غليلها ) ، لذلك فكرت القيادات الاسلامية ان تتخذ اسلوبا علنيا جديدا تمارس من خلاله الإبتزاز السياسي او التهديد المبطن مع السلطة الانقلابية وهو انها ومن الآن فصاعدا لن تدعم الإنقلاب مالم يحقق لها عدد من الشروط ترى ان تنفيذها ضروريا في مواصلة الدعم . ووضع رئيس حزب دولة القانون وأحد قيادات التيار الإسلامي العريض د محمد على الجزولي 10 شروط مقابل استمراره في دعم انقلاب البرهان ضد احزاب الحرية والتغيير مشيرا إلى اي دعم مجاني يعتبر (دروشة سياسية) وأشار الجزولي في منشور له على صفحته في الفيسبوك- إلى 10 شروط لإستمراره مع أحزاب إسلامية أخرى في دعم انقلاب البرهان.. وتساءل الجزولي بعيدا عن الدروشة السياسية لماذا ندعم البرهان مجانا ؟! فإذا أراد التيار الوطني العريض تقديم دعم لسلطة البرهان أمام سعي اليسار لإسقاطه يجب أن لا يكون دعما مجانيا ومعلوم ان التيار الوطني الذي يقصده الجزولي يضم ( الحركة الاسلامية وحركة الاصلاح الآن وجماعة الإخوان المسلمين وحزب دولة القانون والتنمية ومنبر السلام العادل) وعن الشروط قال الجزولي يجب أن تكون مطالب التيار قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني فورا وطرد بعثة الأمم المتحدة وتقييد حركة الدبلوماسيين وتواصلهم مع القوى السياسية والمجتمعية ومحاكمة كل من يتواصل مع السفارات من غير إذن وزارة الخارجية و إلغاء جميع التعديلات التي أجرتها حكومة قحت على القوانين بعد 17 اغسطس 2019 وفتح اتفاق جوبا لتعديلات جوهرية وجذرية وحسم فوضى السلاح ، ومحاكمة الفاسدين من حكومة قحت علنا لا سيما لجنة التمكين وإزالة تمكينهم المخالف لقانون الخدمة المدنية ، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية فورا والشروع الفوري في التجهيز لإنتخابات حرة ونزيهة بعد فترة أقصاها 18 شهرا و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وضمان إستقلالية الأجهزة العدلية وإبعادها عن التسييس ، وضبط إيقاع وأنشطة جميع القوات النظامية وقياداتها تحت إمرة القائد العام وتوجهات هيئة أركان الجيش ، وحسم جميع مظاهر الفوضى وفقا للقانون وبسط هيبة الدولة وأضاف قديم أي دعم مجاني للبرهان لا يشتمل على هذه المطالب البديهية وبجدية هو دروشة سياسية لا يؤمن معها عودة الأوضاع إلى أسوأ من ما كانت عليه قبل 25 أكتوبر. والجزولي كان يختصر كل هذه الحديث والتفاصيل و الشروط ويطالب البرهان بأن ( يسلمهم الحكومة ) ويقوموا بتحقيق هذه الامنيات على ارض الواقع بلا شروط ولا مقابل ، فكل مافعله البرهان لصالح الحركة الاسلامية لاترى منه شيئا ، كما ان الحركة الاسلامية وعناصر النظام المخلوع طالما انها ترى اعضاء لجنة التفكيك طلقاء واحرار فهذا يعني ان هذا الانقلاب ( لاقيمة له) والرجل يطالب بمحاكمة الفاسدين من حكومة قحت ويريد كل الفاسدين من حكومة المخلوع خارج السجن ، كيف لا فهو رئيس حزب دولة القانون !! لكن أكثر ما أضحكني في طرحه ومطالبته وشروطه هو ( ضمان إستقلالية الأجهزة العدلية وإبعادها عن التسييس ) ياراجل !! من الذي سيس الاجهزة العدلية وجعلها غير مستقلة ، اليس هو نظامكم الذي أخل بميزان العدالة وجعل المحاكم والنيابات والقضاء تدور حولها الشكوك والشبهات ، عندما برأت المذنب وأدانت البرئ ، القضاء الذي يعيد ٤٠٠ قطعة ارض لكرتي ويبرئ كل الذين تمت ادانتهم بالتعدي على المال العام وامتلاكهم لمدن سكنية ومزارع وشركات ، اتريده ان يكون مستقلا فالسؤال ان كنت ترى الآن القضاء مسيس وغير مستقل ، ( طيب تبع منو ) هل تبع قحت ام يخضع لأوامر لجنة التفكيك !! ويواصل الجزولي عدم المصداقية في الطرح التي تفسر بالنفاق السياسي ان لم يستجب البرهان لشروطهم فأن الأوضاع ستعود إلى أسوأ من ما كانت عليه قبل 25 أكتوبر !! فالرجل لايريد ان يكون أمينا ويقول أن الاوضاع ستكون أسوأ من الآن او مابعد ٢٥ اكتوبر ، قالها دون صدق ستكون أسوأ من قبل ٢٥ غريبة ان يتذكر الجزولي السوء ماقبل ٢٥ اكتوبر ، ويصيبه العمى فجأة الذي يحجب عنه رؤية السوء مابعد الانقلاب !! . طيف أخير: الحقيقة خلقت عارية.
صحيفة الجريدة